23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

سبب محاولة نبش قبر الزهراء(ع) بعد وفاتها مباشرة !!!

سبب محاولة نبش قبر الزهراء(ع) بعد وفاتها مباشرة !!!

المعروف إن العلاقة بين فاطمة الزهراء واغلب الصحابة قطعت وشابها برود وعدم اكتراث , ولذا لا نصدق الرواية إن نبش قبرها لغرض الصلاة عليها , ولو أرادوا الصلاة عليها حبا بها , لغيروا سياستهم وأعادوا الحق لأهله, وفتح صفحة جديدة ,  وما فائدة الصلاة على ميت تقدس صلاتك عليه , وأنت سبب موته .. ثم مبادرة أمير المؤمنين {ع} لإعلان حالة الحرب والقتال .. يعني انه سيعرض امن المدينة للخطر , وهو الذي تنازل عن حقه في الخلافة  لحقن الدماء والبقاء على الإسلام وحفظ الأمن في المدينة  , فما الداعي أن يعلن الحرب ويلبس الرداء الأصفر الذي يلبسه يوم الكريهة لمجرد أن ينبشوا القبر ويصلوا على الزهراء ..؟ {ع} لا بد في الأمر شيْ كبير ..

أنا اجزم أنهم اخطئوا يوم استغلوا  سكوت الإمام عن حقه , وسكوته عما حدث للزهراء, تنازل عن حقها وسكت  إكراما لدين الله أن يبقى ويستمر , وهذه سمة التضحية من أهل البيت بأرواحهم ودماءهم مهما حصل لهم , والزهراء {ع} رائدة الجهاد وفي مقدمتهم  , فلا نعتقد إن الإمام علي{ع} يعلن الحرب لمجرد كسر الضلع  أو حرق الباب .., ولكن أن يمثل بجسدها ويسكت!.{{ هذا نحن لا نقبله من الإمام ..!!}}.

لما سمع الخليفة أبو بكر وعمر بموت الزهراء(ع ) أسرعا-على رواية البعض-وبطريقة مثيرة للتعجب والاستغراب إلى المقبرة بحثاً عن قبرها… { لا توجد رواية ان من يصلي على ميت وينبش قبره ..!! انا اكرر قولي إنهم أرادوا أن يهينوها ..وهي في قبرها .. وهذه واضحة لأنهم عملوها معها في حياتها يوم صفعها قنفذ بامر من الخليفة الثاني ..

على رواية المفضل عن الصادق(ع):قال أبو بكر:هاتوا من ثقاة المسلمين من ينبش هذه القبور حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها ونزورها…!! ،فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع)فخرج من داره مغضباً وقد احمرّ وجهه وفاضت عيناه بالدموع وهو يرتدي  قباؤُهُ الأصفر الذي لا يلبسه إلاّ في يوم كريهةٍ،بيده سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع،فسبق الناس الإنذار أليهم , قالوا :هذا عليّ أقبل ويقسم بالله لئن بحث من هذه القبور حجر واحد لأضعنّ السيف على غابر هذه الأمة،فولّى القوم هاربين قطعاً.. يعني كقطعان الفصيل..

*** هناك رواية أخرى عن نبش قبر الزهراء (ع) عمل في البقيع سبعة قبور،أو أربعين قبراً،ولمّا عرف الشيوخ دفنها،أشكل عليهم الأمر فقالوا:هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلّي عليها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين(ع) فخرج مغضباً عليه قِباؤُهُ الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة،وبيده ذو الفقار،وهو يقسم بالله:لئن حوّل من القبور حجر ليضعنّ السيف فيهم..

********* يأتي البعض يبررون أسباب نية القوم نبش قبر الزهراء(ع ).يقول الأسباب هي ..

أوّلاً: نكاية بالإمام علي(ع)لأنه أخفى جنازتها عنهم ،وحال بينهم وبين أن يقيموا الصلاة على جنازتها.

ثانياً: إقامة الصلاة على جنازتها،يحمل بعداً معنوياُ،فقد كان الخليفة يريد أن ينجز هذا الأمر مهما كان الظرف،ومهما كان الثمن حتى لو أدى ذلك إلى نبش قبرها.

ثالثاً:التخفيف من آثار المقاطعة التي قامت بها السيدة فاطمة الزهراء(ع)، ففي تصور الخليفة أنّ الصلاة على جنازتها سيمحو آثار هذه المقاطعة وسيصور القضية للناس وكأنّ شيئاً لم يحدث.

 ـــــ الرد على هذه الآراء :.. حول نكاية بالإمام , لأنه حال بينهم وبين تمكنهم الصلاة عليها , هذا الرأي  عقيم , لان الإمام لم يجمع أحدا للصلاة عليها أكثر من أربعة او خمسة أشخاص في أكثر تقدير , إذن جميع أهل المدينة لم يصلوا عليها .. وهل موضوع الصلاة أصبحت شماعة لأمر خفي اكبر من الصلاة وهو العبث بجثتها الشريفة, كما مزقوا بعد عشرين سنة جسد ولدها الحسين{ع}  , وسموا ولدها الحسن {ع} , ولا يستبعد ان يشقوا بطنها ويستخرجوا كبدها كما فعلوا بعمها الشهيد حمزة ..

ثانيا :.. أي بعد معنوي يعرفه أبو بكر وجماعته  يستوجب نبش القبر .. عندنا مسالة شرعية نطبقها على قبر الزهراء {ع} وهي الصلاة على الميت لو صلى مسلم واحد فانه تم الأمر بالصلاة لأنه أمر كفائي, ولم نسمع في التاريخ إنهم وصلت بهم الحمية للصلاة نبش القبور , إلا هنا مع الزهراء {ع} ..

ثالثا :..  أي تخفيف كانوا يريدونه من نبش القبر والصلاة عليها , ومع من يمدون جسور العلاقة وإعادة الثقة .. الم يأتيهم الإمام {ع}  بمصحف كتبه قبل المصحف المزعوم عن عثمان ورفضوه .. أين مد الجسور , أين الثقة بينهم وقد عينوا كعب الأخبار مرجعا للمسلمين يأخذون منه أمور دينهم , وعلي بن أبي طالب{ع} جالس في بيته , يحمل مسحاته كل يوم ليأكل ويعيش هو وعياله .. ولما تضيق بهم وبمفتي الدولة الإسلامية الأمور , يرسلون أليه احد الأنصار يسأله  ليعرفوا الحكم الشرعي .. أين الثقة حين كان الخليفة الثاني يخطب وجاء الإمام الحسن {ع} وجلس على المنبر وقال له : هذا منبر جدي ..؟ فقال له نعم .. ثم في كلام يطول يقول  له : ” هل أبوك هو من أمرك أن تفعل ذلك .؟”  الم يحاور ابن عباس ويغضب ويقول له : أرادت قريش أمرا وقد مكنها الله منه .. فرد عليه ابن عباس , إن الأمر الذي تتكلم عنه إن الله أراد وانتم أردتم ونازعتم ما أراده الله .. هل هذه إعادة جسور الثقة بأهل البيت {ع}..  وأما نبش القبور وخاصة الزهراء هو لغاية بدأتها هند وأراد القرشيون أن يعيدوها في الزهراء {ع}.

*** لماذا بقی قبر فاطمة الزهراء (س) مخفیاً إلي الآن بینما ظهر مرقد الإمام علی (ع) بعد فترة؟ ..

   الجواب :.. جهة العداء متعددة , قديما وحديثا ..سواء لعلی (ع) أو الزهراء (س)، ولكن لماذا عُرف مرقد  الإمام علی (ع) بعد فترة وبقی مرقد الزهرا (س) مخفیاً؟