بکل بساطة ودون أية مقدمات خاطب علي شمخاني، أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، وزير الخارجية العراقي، فٶاد حسين عند إستقباله له يوم الاربعاء المنصرم بأن””السبب الرئيس لعدم الاستقرار والأزمات في المنطقة هو الوجود الشرير للقوات الأجنبية خاصة القوات الأميركية” مضيفا وبنفس الاسلوب والنبرة بأن”خروج القوات الأميركية من العراق مقدمة لخروجها من المنطقة العربية”. ويبدو إن شمخاني ومن خلال کلامه هذا يريد الإيحاء بأن دور نظامه يلعب دور الملاك في العراق والمنطقة وهو يعمل مابوسعه من أجل أمن وإستقرار العراق والمنطقة ولکن”الاشرار الامريکيون” لايسمحون له!
شمخاني يتصور بأن العراقيون بشکل خاص قد نسوا ماحدث لبلادهم عام 2011، بعد أن قامت الولايات المتحدة الامريکية بسحب قواتها ماحدث وجرى على العراق بسبب ذلك وبشکل خاص الدور غير العادي الذي لعبه النظام الايراني بهذا الصدد وحالة التناحر والانقسام والفوضى والفلتان الامني التي تسبب بها وکيف إن هذا الدور المشبوه قد أدى في نهاية المطاف الى کارثة إستيلاء داعش على ثلث أراضي العراق وکيف إن النظام الايراني لوحده کان المستفيد الاکبر من کل النواحي من ظهور داعش ودخوله العراق، ويبدو إن شمخاني کنظامه تماما يحلم بعودة أيام أوباما حيث العهد الذهبي لهم وذلك ليس إلا بأحلام عصافير تراود النظام الايراني.
في الوقت الذي يقول فيه شمخاني هکذا کلام مغاير للحقيقة والواقع جملة وتفصيلا ويسعى کنظامه من أجل ممارسة الکذب والتمويه وتحريف الحقائق، فإنه يسعى عن قصد وسابق إصرار لتجاهل الاوضاع المزرية لنظامه في داخل وخارج إيران ولاسيما بعد سلسلة الفضائح التي تکالبت على رأسه ولاسيما بعد محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدي في بلجيکا بتهمة التخطيط لتفجير مٶتمر يضم عشرات الالاف من الحضور في باريس عام 2018، کما إنه في هذا الوقت بالذات الذي يتکلم فيه شمخاني هکذا کلام فقد دعا 40 عضوا في التجمع البرلماني للمجلس الأوروبي، إلى مراجعة سياسة دولهم تجاه إيران واتخاذ تدابير وسياسات فعالة لوقف انتهاكات النظام الإيراني في الداخل والإرهاب الذي يمارسه في الخارج.
کلام شمخاني هذا يعتبر مجرد نکتة ليس إلا ذلك إن شعوب وبلدان المنطقة قد باتت تعرف وتدرك سبب ومصدر الازمات في العراق وبلدان المنطقة ومن هو النظام الذي لعب ويلعب أسوأ دور شرير وعدواني فيه خصوصا إن العراق ولبنان واليمن وسوريا بمثابة مسارح تفضح وتکشف هذه الحقيقة بجلاء وماقد قام ويقوم به النظام الايراني من دور ليس مشبوه فقط بل وحتى خبيث فهو يشعل الازمات ويختلق المشاکل ثم يقوم بإستغلال ذلك من أجل تحقيق أهدافه ومصالحه وتنفيذ مخططاته!