قبل أن نخوض بالتفاصيل والملابسات التي أوصلتنا إلى هذا المنعطف الأخطر في تاريخ العراق . بل وحتى القناعات التي ترسخت لدينا قبل مجيء الاحتلالين البغيضين – الإيراني – الأمريكي , والتي لطالما كتبنا وتحدثنا عنها , وحذرنا من عواقبها الوخيمة على مدى عقد كامل في مختلف المناسبات والمظاهرات والمحافل الدولية منذ عام 1991 وحتى نهاية عام 2003 ومازلنا وسنبقى , بالرغم من اتهمنا حينها بأننا من أصحاب الكوبونات ( النفطية ) ومن أزلام النظام والبعث وغيرها من الاتهمات السمجة , التي كانت تشن علينا حينها في الإعلام , بحيث وصلت بعض منهم الخسة والنذالة بوصفنا أو نعتنا .. بأننا نتكلم بأسماء وألقاب ومذاهب مستعارة !؟, لكن هذا وغيره من التلفيقات ليس بالمهم , بل الأهم هو أن ما كنا نقوله ونكتبه ونتحدث به في أغلب الصحف والقنوات الفضائية وفي المظاهرات التي تشرفنا بقيادتها والمساهمة فيها ودعمها بكل أشكال الدعم , ووقفنا بكل قوة وصلابة وبدون خوف أو وجل , أمام أغلب سفارات أمبراطورية الشر الأمريكية , وخاطبناهم في تلك الأعوام التي سبقت الغزو والعدوان البربري الغاشم على العراق .. بالحرف الواحد وأمام ألوف المحتشدين من الأوربيين الشرفاء المناهضين للحرب : بأنكم .. أي .. يا قادة أمبراطورية الشر .. تنون تدمير بلد آمن مستقر , قتلتم الملايين من أبناء شعبه وخاصة أطفاله بحصاركم الإجرامي الجائر , والآن تعدون العدة من جديد لتدميره وقتل وتهجير وتشريد ما تبقى من أبناء شعبه وإعادته إلى القرون الوسطى , وتسليط أناس جهلة وأمعاة وعملاء وجواسيس لحكمه , وهذا ما حصل بالفعل ولا أعتقد بأن اليوم وبعد مضي أكثر من عشر سنوات يختلف عليه اثنان من العراقيين المنصفين .
اليوم ولله الحمد أصبح أغلب سكان المنطقة العربية والعالم أجمع والعراقيين خاصة بما فيهم البسطاء والفقراء والمسيرين برمونت كونترول المرجعية الرشيدة !؟؟؟, الذين بدءوا ولله الحمد يستفيقون ويصحون شيئاً فشيئاً من مورفين الجهاد االكفائي !؟, الذي تحول إلى جهاد من نوع آخر لم يسبقه مثيل في جميع المحن والفتن والفرهود التي مرت على هذا البلد المنكوب .
نقولها وبدون خوف أو تقية كعرب عراقيين نُحمّل ما يسمى .. بالمرجعية الدينية في النجف الأشرف ومن يأتمر بأوامرها من قادة المليشيات وما يسمى الحشد الشعبي بما فيهم مقتدى الصدر الذي أصبح للأسف في نظر الآخرين لا يختلف كثيراً عن واثق البطاط أو قيس الخزعلي أو هادي العامري وهذه حقيقة يجب أن لا يزعل منها أحد أو يكل لنا اتهام جديد !؟,, حيث إن هذه المليشيات وهؤلاء الرعاع الذين انخرطوا في صفوفها استباحوا المدن والمناطق التي هرب منها سكانها خوفاً على أرواحهم وأرواح أطفالهم , أصبحوا أسرى بين نارين .. نار داعش صنيعة أمريكا وإيران , ونار المليشيات التي تدعي الدفاع عن وحدة العراق وعن سكان هذه المناطق المسماة بـ ( الغربية ) !؟, لكن ما يجري على أرض الواقع من أفعال شنيعة وضيعة يندى لها جبين العراقيين الشرفاء أينما كانوا , حيث السلب والنهب والفرهود المنظم , وكأن هؤلاء الناس الذين هُجروا وشُردوا من ديارهم ليس ببشر أصلاً وليسوا عرب أو عراقيين أو مسلمين , استبيحت بيوتهم وممتلكاتهم بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم على الأطلاق , بيوت تنهب وتحرق وتفجر لمحو آثار جرائم هذه العصابات المغولية الجددة .. لا بل حتى المغول التتر لم يرتكبوا ما ارتكبته هذه الشراذم المحسوبة على طائفة بعينها للأسف !؟.
أما حقيقة وإكذوبة وفرية ما يسمى بـ ” داعش ” وأخواتها التي لفقها وفبركها وصدرها إلينا جيران السوء وسيدهم الشيتان الأكبر ” إلينا ..فكنت أول من حذر من أن داعش وأخواتها بأنهم سيجتاحون العراق , وكان هذا بتاريخ .. ( الأربعاء 15صفر 1434 / 18 كانون الأول 2013 ) .
حيث كتبت حينها بالحرف الواحد : (( أيها الأخوة .. شئنا أم أبينا الحرب الأهلية السورية ستنتقل عدواها وجميع فايروساتها إلى العراق تحت نفس المسميات والذرائع والتبريرات وبدعم وتأيد نفس اللاعبين الأساسيين أنفسهم.. أمريكا، روسيا، إيران )) , وهذا ما حدث ويحدث الآن .
اليوم وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على وقوع الواقعة والكارثة الكبرى في العراق , وخاصة بعد بيع الموصل بالمزاد العلني .. كما يقول قادة جيش الدمج وساسة الصدفة الجدد . وبعد أن صدرت الأوامر المباشرة من إيران إلى واليهم السابق على العراق ” نوري زاده ” بأن سلم الموصل واخرج من السلطة !, كي ينشغل من يأتي بعدك بإرث وحمل ثقيل , ألا وهو الانشغال في تحرير أكثر من ثلث أرض العراق !؟, عندها فقط ستفلت يا نوري !؟, فمهما كان نوع وانتماء رئيس الوزراء القادم فإنه سوف لن يكون أمامه مجال أو متسع من الوقت لمتابعة ما يسمى … بملفات الفساد والفاسدين والميزانية وغيرها وأين ذهبت الـ 800 مليار أو الـ ” ترليون دولار ” , وتقلد منصب سيادي يحميك من المساءلة حتى يتم تحرير العراق من داعش بعد عشر سنوات على أقل تقدير ؟؟؟, للأمريكان كما صرحوا , وقالوا بأن الحرب على الإرهاب في العراق ستكون طويلة الأمد … ؟؟؟, يعني بالعراقي … جيبوا ليل وخذوا عتابة يا عراقيين !؟. وهذا ما يجري ويتم طبخه على نار هادئة جداً .
هذه هي الحقيقة وهذه هي .. الطامة الكبرى التي يضحكون بها على عقولنا ملالي جمهورية الولي الفقيه بالتناغم والتفهم مع الادارة الأمريكية الديمقراطية والجمهورية , فأمريكا التي دمرت واحتلت العراق وقتلت مئات الآلاف من الجنود العراقيين في حروبها التي شنتها علينا منذ عام 1991 في عاصفة الصحراء وفي ثعلب الصحراء وحربها الأخيرة ( حرب تحرير العراق )!؟, التي استطاعت بواسطتها أن تحتل بلد كبير كالعراق خلال 21 يوماً , في حين هي اليوم ومعها 60 دولة أصبحت بقدرة قادر غير قادرة على تحرير ثلث مساحة نفس هذا البلد من عصابة إجرامية صنعتها ودربتها وسلحها نوري بسلاخ خمس فرق عسكرية أو كما قال الـ ( العزاوي ) الذي رفع النقطة من حرف الزال ووضعها فوق حرف العين كي يصبح الـ ( الغراوي ) !؟؟, ومن أتباع جيش مختار العصر وجيش الحسين وليس يزيد ؟, والتي أي عصابة داعش لا يتجاوز عدد أفرادها بضعة مئات من المرتزقة والإرهابيين كما يقولون هم .. معاذ الله أن نتهمهم !؟؟؟.
أما بالعود للسببين الرئيسيين اللذين تم من أجلهما .. صياغة وصناعة وتصدير داعش بالتزامن مع بزوخ فجر الربيع العربي المزعوم عام 2011 .. الذي قاده لورنس العرب الجديد الصهيوني أبن الصهيوني ” برنارد هنري ليفي “. فهما كالتالي ..
السبب الأول : إجهاض وإفشال ثورة أبناء الشعب العربي السوري الذين عقدوا العزم من أجل التخلص من أعتى نظام شوفيني عنصري قاتل وحامي لحدود الكيان الصهيوني .. جثم وما زال يجثم على صدورهم منذ أكثر من أربعة عقود .. ألا وهو نظام آل الوحش ( الأسدي الداعشي ) .
السبب الثاني والأهم : كسر شوكت المقاومة العراقية التي هزمت أمريكا وحلفائها وعملائها , والتي أخرجتهم من الباب , ليعودوا من شباك صنيعتهم ومخلب شرهم .. ومخلب حليفهم الإيراني ” داعش ” , تماماً وبالضبط كما صنعوا في ثمانينات القرن الماضي جماعة ( المجاهدين العرب ) الذين قاتلوا واستبسلوا في أفغانستان من أجل طرد الاتحاد السوفيتي منه , بواسطة وبمساعدة أموال العرب ( السعودية ودويلات الخليج ) ودماء وتضحيات الشباب العربي المجاهد والمؤمن والمدافع عن حياض الأمة الإسلامية بالسلاح الأمريكي !؟, والذين تحولوا بقدرة قادر فيما بعد وبعد أن أنجزوا المهمة الجهادية !, إلى قاعدة إرهابية كبرى تهدد العالم بأسره !, بقيادة أبنهم البار المرحوم المدفون في البحر ” أسامة بن لادن ” !؟, والذي باسم ملاحقته ومحاربته ومحاربة تنظيم قاعدته تم .. 1- ضرب السودان , 2- تنفيذ أحداث الحادي عشر من أيلول الأسود ( سبتمبر ) , 3- احتلال أفغانستان والعراق , 4- حلب ترليونات العرب بكل سهولة وبساطة وسذاجة تامة , بما فيها التعويضات عن أحداث 11 سبتمبر , التي ليس لنا فيها كعرب وكمسلمين لا ناقة ولا جمل .
نعم أيها العقلاء في هذه الأمة والعراق . ” داعش ” ما هي إلا عبارة عن فرية وإكذوبة كبرى , وفخ شيطاني ماسوني صهيوني تلاقت وأتفقت وقتضت حاجة ومصالح كل من إيران وإسرائيل وأمريكا من أجل جر المقاومة العراقية الحقيقية , وخاصة تلك الفصائل التي يديرها ويقودها حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة السيد عزة الدوري , من أجل جرهم وتوريطهم في حرب أهلية خاسرة ومدمرة , خاصة في تلك المناطق المنتفضة , ومن أجل كشف ظهورهم وأوراقهم ومن ثم الوقيعة بهم وتصفيتهم فوراً , لكن أبطال المقاومة العراقية الحقيقية وقادة الجيش العراقي الباسل الذين مرغوا أنف إيران في حرب الثمان سنوات , ومن ثم أمريكا على مدى عشر سنوات , التقطوا الإشارة بسرعة , وفككوا الشفرة , وأفشلوا وقلبوا السحر على السحرة والمردة والدجالين في قم وطهران وتل أبيب وواشنطن , وهذا جزء يسير من الحقيقة وليس كل الحقائق !؟؟؟, وسيأتي اليوم الذي بإذن الله ستعرفون فيه المزيد .. والمزيد من الحقائق والمعطيات , عن هذه المنازلة التاريخة العظمى بين قوى الشر والرذيلة , وبين القوى الوطنية الخيرة التي دافعت وتدافع عن وحدة العراق وهيبة الدولة العراقية , وعن حرية وكرامة الشعب العراقي الأبي … وللحديث بحول الله .. بقيـــــــــــــة