19 أبريل، 2024 6:12 م
Search
Close this search box.

سبايكر

Facebook
Twitter
LinkedIn

تشرق الشمس كل يوم في بلادي .. ومائدة الفرح محجوبة عن الفقراء .. اكتظاظ الظن .. علامة من علامات الانحسار .. هناك حيث أبناء الإمام علي يبثون الرجاء .. دماء تراق .. وأرواح تزهق .. علَّ احمرار الشفق يندب ماء دجلة .. حين خضبه أنين شباب (سبايكر ) .. بلا وداع مضت الجموع .. بلا أكفان تلقتهم الأرض .. ليس سوى نبرة عيد يتكرر .. يصدح من مآذن الدغارة .. الله أكبر .. وعلى وهج طريق الشامية ينزف الشلب .. وتتوجع الأمهات .. الله أكبر .. عند حافة النهر صُبغت المساءات بلون الحناء .. حيث كان ينتظر ولدي هلال زفافه عند موعد أجازته .. قبل أن يلتحق بمقر عمله قال : لن أتأخر هذه المرة .. لقد طال أمد خطوبتي واشتقت لعروستي .. كنت أحلم أن أرى نسله .. أن يكون لي حفيد من صلبه .. أشتري له الحلوى والهدايا .. شوق أمه يمتد حتى نخلة الدار .. حيث تضع ألان شموع وداعه وهي تبكي بصمت .. وتردد بصوت موجوع ردتك ما ردت دنيا ولامال .. ردتك تعدل حملي لو مال : .. دموعنا لا تكفي .. وحزننا سرمد .. يناغي السعفات المائلة .. تحت لهيب شوقنا المفزوع من لهجة الوداع .. أواسد الدكة التي جلس عليها .. أخر مرة قبل أن يودعنا .. أشم عطر أنفاسه .. بُني تعال .. لم أعد أطيق فراقك .. ما زالت عروسك تطلي راحتيها بالحناء .. وغرفتك التي جهزناها .. تحتفظ بعبقك .. ما زال السرير حيث وضعته بعيداً عن الشباك بالقرب من جهاز التبريد .. ولقد طلينا الباب بلون زهري .. أعرف جيداً كم تحب هذا اللون .. أخاف البكاء بصوت مسموع .. حتى لا تسمع أمك نشيجي وتبقى الليل بطوله تنتظر عودتك البارحة زرعت والدتك .. نبتة من زهرة تحمل ورود حمراء .. قالت : حينما يعود سيفرح لرؤيتها .. لم يعد باب غرفتك يئز .. فقد دهنته .. يمكنك أن ترى ذلك بنفسك .. تعال ستجدنا نشعل البخور كل ليلة حتى ندفع عنك الحسد .. طقطقة الحرمل تفزع الجن .. تعودنا على ذلك مُذ كنا صغاراً .. القمر في المحاق غداً سيظهر الهلال .. لذا سابقي باب الدار مفتوحة .. أنتظرك ولدي هلال .. فلا تغيب ..

********
تداعيات نص سبايكر ل (صالح جبار خلفاوي )
قراءة الكاتبة / يسمين فريتح / الجزائر
لقد وظف القاص صالح خلفاوي دلالات وعلامات بمثابة أيقونات فهي تعكس بدورها الواقع المعاش في العراق فهاته القصة تعالج قضايا سياسية واجتماعية بما تبوح به من تأويلات وبدأ القاص حديثه عن الوطن بإشراقة يوم جديد رغم دلالة عن الامل والتجدد …
لكن الحزن والٱلام غطى وحجب عن الفرح فهذا الاخير لايكتمل طرف ايادي الهمجيين الذي ساد في البلاد ووصف كذلك شباب سبايكر الذين ذهبو بلا وداع …..
بلا أكفان تلقتهم الارض دلالة عن الشهادة ودفاعا عن الوطن …
مما خلفه العدو الظالم من مأساة وأوجاع للامهات وتعالت التكبيرات الله أكبر ترحما على الشهداء وينتقل هنا القاص من العام إلى الخاص شخصية هلال رمز للروح الوطنية والمسؤولية ورمز لما يحلم به كل شاب اتجاه وطنه وعائلته ومستقبله الذي يأمل أن يحققه هلال رؤيته أصبحت أملا لكل عائلته الاب والام والزوجة …….
ولكل منهم أحلام الابن هلال ينتظر زفافه….
اشتاق لطعم الفرح واعترف بأن مدة الخطوبة طال فقرر تحديد موعد الزفاف دلالة عن تغيير هذا الوضع في بلاده وهو يقول لن أتأخر هذه المرة بعزم وإصرار ويصف كذلك الاب وهو يقول احلم أن أرى نسله دلالة عن الولادة واخبار جديدة وشباب يدافع عن هذا الوطن .. .أن يكون لي حفيد من صلبه دلالة عن حمل اللقب وحب البقاء من خلال النسل الذي سيتركه من ورائه ويأتي دور الام الحنونة التي تنتظر في عودة ابنها هلال بشوق يمتد حتى نخلة الداررمز النخلة دلالة على العلو والانتاج الذي تعطيه لهم…والمكانة التي تكنها الام لابنها جعلتها تضع شموع وداعه وهي تبكي بصمت دلالة عن شدة الحزن وهي تردد ردتك ما ردت دنيا ولا مال اي عودتك لاتقابل بشي من هذا …
ردتك تعدل حملي ولو مال دموع تنهمر وحزن سرمد و…شوقا للقائه الذي طال وأصبح الاب يحن الى ٱخر مكان جلس فيه ابنه قبل وداعه ويشم عطر انفاسه ….بحرقة عن ابنه وهو يقول بني تعالى لم أعد أطيق فراقك دلالة على انه نفذ صبره وهو ينتظره بشوق واملا أن تتم رؤية الهلال وهو يخاطبه مازالت عروسك تطلي راحتيها بالحناء …
وغرفتك التي جهزتها …لقد وصف القاص الحزن الذي تركه هلال بعد غيابه دلالة عن ما تركه شباب سبايكر من الٱلام والاوجاع بعد وداعهم وهو يعبر عن مشاعره ويخاف البكاء بصوت مسموع لكي لا تسمع امه…
رغم الحزن الذي بداخله لم يستطع ان يعلم زوجته فقلب الام لا يوصف فلو سمعت لبقت طول الليل وهي تنتظرك فقامت الام بزرع نبتة دلالة عن حب الحياة والبقاء وهي تقول حين سيعود سيفرح برؤيتها وهي تعلم بما يحبه والدها وتامل بعودته وبعد مايرى تلك الوردة الحمراء دلالة عن التضخية والحب و…
ولم يعد باب الغرفة يئز فالاب والام قامو بكل التحضيرات ينتظرا شيء واحد وهو عودة هلال يمكنك أن ترى بنفسك يا هلال تعالى ستجدنا نشعل البخور كل ليلة هذا العمل يقام كل ليلة من أجل هلال …..
دلالة عن ان غياب هلال طال وهما على امل أن هلال سيظهر غدا ….لذا سيبقى باب الدار مفتوح فالجرح مازال مفتوح في انتظار الولد هلال …فلا تغيب الشعب ينتظر الفرج الذي تأخر فلقد وضعنا القاص في صورة الحدث فجسد لنا مأساة إنسانية في حق الشعب العراقي املا بالحرية و.. نترحم على شهداء سبايكر

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب