22 أبريل، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

سبايكر .. والبعث .. وداعش .. وماعش

Facebook
Twitter
LinkedIn

جريمة سبايكر هزت الضمير العراقي بشكل ليس له مثيل إذ هل يعقل أن يصل الإنسان إلى هذا المستوى من الانحطاط بحيث يسوق حشد من البشر فيعدمهم دون ان تتحرك في ضميره خفقة رحمة .

المجرمون والذين وردت اسماء العديد منهم يجب ان يتلقوا العقاب العاجل بعد اثبات التهمة عليهم هذا ما لا يختلف فيه اثنان ولكن لا بد من التوقف على جوانب من الامر :

الاول : القائد العسكري الذي اعطى هذا العدد الكبير من الجنود الاجازة رغم انهم في حالة معركة ثم لم يؤمن لهم الحماية ولم يؤمن لهم وسائط النقل الامنة كيف نحكم عليه ؟ ففي اي جيش يحترم نفسه وقائد عام يستشعر المسؤولية لما تأخر احالته الى محكمة عسكرية فهل حصل ذلك ؟

وثانياً : اين المعلومات التفصيلية ، فاي جيش هذا الذي لا يعرف عدد جنوده على وجهه التحديد فاكتفى بما تناقلته وسائل الاعلام عن انهم ١٧٠٠ هكذا عدد دون زيادة او نقصان اي استهتار بارواح العراقيين ، ولماذا لا يوجد بيان رسمي يحدد الاعداد والاسماء ؟

نعم نقل الاعلام المقابلة المحزنة التي حصلت بين رئيس مجلس النواب وعدد من قادة الكتل وبين عوائل الضحايا  فهل حصل مثلها مع القائد العام للقوات المسلحة ام ان هذا خارج نطاق صلاحياته ، وهل افهم من هذا ان العوائل تحمله المسؤولية لان الشكوى الى مجلس النواب لا تكون الا على الحكومة حصرا اما على غيرها فيتولى الجهاز التنفيذي والقضائي ذلك .

هل سنكتفي بتحديد المجرمين المباشرين ونسكت عن المجرمين المستترين الذين ادت تصرفاتهم الى ان ينتشر هذا النمط من الجرائم  ؟

ثم لنعود ونتساءل من ارتكب الجريمة فعلا ؟

اصبح بحكم المؤكد ان الذي ارتكبها مجموعة من البعثيين ومن اقرباء وحاشية صدام حسين وممن كان ينفذ جرائمه من خلالهم ، فما مسؤولية حزب البعث عن ذلك ؟

كان البعثيون يتحججون ببراءتهم من جرائم النظام وان السلطة وليس الحزب هو الذي يقوم بالجرائم وانهم كانوا مجبرين وليسوا راضين ، ولكن اليوم ما الحكم على البعثي الذي يرضى ان يبقى في حزب يرتكب كل هذه الجرائم وما تبريره للبقاء فيه وتنفيذ مخططاته الا يتحمل المسؤولية عن ذلك أيضاً ؟

اذا كان البعثي السني قد يرتضي ذلك لاعتبارات طائفية وموجة ردود افعال اصبحت دافعا لمزيد من الجرائم ،  فماذا يقول البعثي الشيعي والذين نعلم يقينا ان الكثير منهم يمارس دورا فعالا وقياديا اليوم في منظومة البعث واسماءهم ليست خافية بعضهم في العراق وبعضهم خارجه فهل وصل الهوس بالسلطة ان ينحدروا الى هذا المستوى من السلوك الذي يترفع الحيوان عنه !!

وكأنما استشعر البعثيون بعد الجريمة اثر جريمتهم فرفعوا راية داعش التي لم تتوان عن تبني الجريمة كجزء من سياستها في بث الرعب في الناس .

المقلق عندما  تتوالى هذه الجرائم مرة في جامع مصعب ومرة في سبايكر ويتبجح المجرمون بجريمتهم ولا يكترثون بكشف أسمائهم  فأي مصير ينتظر العراق ؟

 اليوم أمام العبادي تحدٍ كبير وهو إعادة الامور الى نصابها وهو يعلم اكثر منا بكثير ونأمل ان يكون حريصا على ان يتوقف نزيف الدم العراقي بعد أن سال وسفك بشكل لم يعد السكوت عنه مقبولاً

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب