سبايكر مروعة أخرى في نينوى..!!

جريمة أخرى مروعة، أو لنقل ( سبايكر ) أخرى أشد فضاعة ترتكبها داعش، ليس في صلاح الدين هذه المرة ، بل في محافظة نينوى، راح ضحيتها أكثر من ألفي مواطن من ابناء هذه المحافظة العراقية العريقة في عروبتها ، وفي علو منزلة أهلها، وفي توقهم الى الكرامة والى كل مايحفظ الشرف والكرامة لابنائها واهلها الكرام!!
أجل..جريمة سبايكر جديدة ، أشد بشاعة ووطأة مما حدث في سبايكر صلاح الدين ، على الرغم من فضاعة الجريمتين، لكنهما واحدة من حيث البشاعة وفي انها ابادة جماعية ترتكب ضد أبرياء وعن سبق الاصرار والترصد، والاكثر بشاعة ان داعش السفالة والاجرام إكتفت بتعليق اسماء هؤلاء الضحايا على دائرة الطب العدلي ورفضت تسليم جثثهم الى ذويهم!!
لم يثأر الضمير العالمي ولا المحلي بعد لتك الجريمة ولم تنطلق تظاهرات ولا اعتصامات لا في بغداد ولا في المدن العراقية ألأخرى لتطالب بالاقتصاص من المجرمين والقتلة من سفلة داعش وطيشهم وغدرهم الوحشي هذا، لكن البيان الوحيد الذي خرج يذكر العالم بماسأة تلك الجريمة كان قد صدر عن مكتب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، وكان أبلغ صوت أدان الجريمة وطالب المجتمع الدولي والضمير الانساني والحكومة العراقية ان تلتفت هذه المرة لتخلص هذه المحافظة من بطش داعش وارهابها الاجرامي اللعين!!
واليوم يتساءل ملايين العراقيين من ابناء ونساء نينوى عن غيرة نوابها ، يوم لم يتحرك للكثيرين منهم ضمير او يظهر لهم صوت ، يتحدث عن جريمة اكثر بشاعة من سبايكر صلاح الدين، الذين لم يسكت اهلها منذ عام مضى على تنفيذ الجريمة ، ومازالت الفعاليات تصل الى اعلى جهات الحكومة وقد قضت مضاجع كثير من المسؤولين واحرجتهم امام جمهورهم وامام الحكومة التي لم تستطع ان تروي غليل أهالي الضحايا او تعرف شيئا عن مصير الابرياء الذين سالت دماءهم في صلاح الدين ، وبلغ عددهم بحدود الألف وسبعمائة بين شهيد ومفقود!!
  أما نساء نينوى المفجوعات بذبح ابنائهن، فلم يقمن حتى الان مجالس عزاء ولا حملات استنكار للجريمة الوحشية التي حدثت قبل ايام وهزت الرأي العام العالمي والمحلي، عندما تم الاعلان عنها قبل يومين فقط، وبقي نساء نينوى، يستصرخن كل الشرفاء ان ينتصروا لهن لتحرير محافظتهن من هذا البلاء الذي حل بها وبهذا الوباء الداعشي الرهيب، الذي لم يبق من أساليب الاجرام وحشية ضد مواطني نينوى الا وجربها ايغالا في سفك دمهم الطاهر لمجرد انهم يرفضون احتلال داعش او يمتنعون عن تطبيق تعليماتها، ولهذا راحت اجساد ابنائهم الطاهرة ضحية لنزوات أؤلئك الأشرار الذين استباحوا الارض والعرض، في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، الا في صفحات داعش السفالة والصفاقة والاجرام والوحشية، وكل ما يعبر عن الخلق الوضيع وتدني السلوك وانحداره الى هاوية سحيقة!!
سبايكر نينوى هذه المرة، ايها السياسيون وايها المدعون لتمثيل محافظتكم ، كما يقول اهالي الموصل، بحاجة الى من ينتصر لضحاياها ويلقن داعش ومن والالها العذاب الأكبر، ليسارع حشد هذه المدينة وابناءها البررة ليثأروا لأؤلئك الشهداء الذين سفكت دماءهم غدرا، ومطلوب من نواب نينوى ومسؤوليها ان يرتقوا فوق الجراحات، لكي يوصلوا الى العالم والى الحكومة العراقية صوت الهدير الذي يدوي في كل مدينة من محافظة نينوى ان إثأروا لتاريخكم وشرفكم واعلنوها حربا شعواء تمرغ انوف داعش في الوحل، وتهزمهم شر هزيمة وتلعن عاليهم على سافلهم لتلقي بهم الى حيث حثالات ومزابل التاريخ حيث يستحقون المكانة الوضيعة، اما اهالي الموصل وانتم ياشهداؤها فأنكم الأعلون بأذن الله، لأنكم دافعتم عن الحق وسعيتم لحفظ كرامة اهلكم وناسكم وشرفكم من الامتهان ، وعهدا من ابناء هذه المدينة ورجالاتها الصابرين الاشداء أن الدماء التي سالت في تلك الجريمة لن تذهب سدى وان يوم خلاص نينوى وكل مدن العراق المحتلة من داعش وجورها وظلمها ليس ببعيد بعون الله، وان الله على نصر احرارها لقدير.