7 أبريل، 2024 10:47 ص
Search
Close this search box.

سبايكر عام على الجريمة… فتشوا عن الانبطاحيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

جريمة سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من 1700 شاب عراقي بعمر الزهور تسبب بها في حقيقة الامر سياسيون إنبطاحيون, وخطاب سني متطرف, ونفذها اوباش مجرمون هم مزيج من صداميين ودواعش, هذه بإختصار اركان الجريمة البشعة.

إن هذه المأساة وغيرها ما كان لها ان تقع لو ان السياسيين الذين تصدوا لتمثيل ابناء المقابر الجماعية كانوا بمستوى المسؤولية في ادارة الدولة , ونستطيع القول ان هذه الجريمة وما سبقها من جرائم بحق الشيعة هي تحصيل حاصل للفشل في الحكم ولسياسة الانبطاح التي انتهجتها بعض القوى السياسية الشيعية, بالاضافة للتآمر الاقليمي ضد شيعة العراق .

ان ساسة الشيعة _ باستثاء نفرقليل منهم_ ومنذ انطلاق العملية السياسية بعد التغيير في 2003 أرتضوا لأنفسهم لعب دور (أم الولد) الأمر الذي فسرته الاطراف الاخرى على انه ضعف وانبطاح حتى تحول هذا الاخير الى منهاج عمل سياسي لدى بعض القوى الشيعية التي راحت تسمي الانبطاح وسطية و مرونة او براغماتية لتبرير فشلها في مواجهة الاخرين , وهو ما أكدته سير الوقائع فيما بعد. فبسبب انقسام النخبة السياسية الشيعية على ذاتها وتشرذمها الى احزاب وتيارات, وتقديمها لمصالحها الحزبية او حتى الشخصية الضيقة على حساب مصلحة المكون الشيعي, وبسبب سياسة التنازلات المستمرة ادى كل ذلك الى تقزيم الشيعة سياسياً رغم انهم يمثلون المكون السكاني الاكبر, ورغم كونهم يمتلكون الاغلبية السياسية البرلمانية مما شجع الاخرين على التمادي بجرائمهم

ضد الشيعة الى حدود اللامعقول دون الاكثرات من اي ردة فعل لأنهم يعلمون مسبقاً انها لن تحدث.

وبالعودة الى جريمة العصر – سبايكر- نجد انها ليست الا حلقة من مسلسل الابادة الجماعية التي تعرض لها الشيعة منذ انتفاضة شعبان 1991 والى يومنا هذا. ان سكوت السياسيين الشيعة على الجرائم التي طالت وتطول مكونهم المذهبي, ومحاولة تمييع تلك الجرائم او التقليل منها بأعذار شتى وعدم اتخاذهم لمواقف حاسمة ورادعة شجع الاخرين على المضي قدماً في عمليات إبادة الشيعة والاستخفاف بهم.

كان على ساسة الشيعة في العراق الاستفادة من الدرس الشيعي اللبناني _ رغم ان شيعة لبنان لايشكلون اكثرية مريحة كما هو الحال مع شيعة العراق_ وفرض انفسهم على الاخرين لاسيما وانهم مسنودون بقاعدة جماهيرية عريضة, ومرجعية دينية, وفصائل مقاومة, ودعم أقليمي غير محدود من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران, كل هذه العوامل كان على السياسيين الشيعة الاستفادة منها في العمل السياسي لفرض كلمتهم واحترامهم على الاخرين لكن شيئاً من هذا لم يحدث.

ان استرخاص السياسيين الشيعة لدماء مواطنيهم وابناء جلدتهم والاختباء وراء الشعارات الفارغة كالمصالحة الوطنية وام الولد و(انفسنا) التي سِيء استخدامها من قبل الانبطاحيين أذهبَ بهيبة الشيعة وحولهم من اكثرية عددية واغلبية سياسية الى مجرد رقم لايُعتد به او يُخاف منه.

ان انبطاح اغلب السياسيين الشيعة, هيأ المناخ والارضية لحصول مجزرة سبايكر مع يقين الطرف الاخر ان القوى الشيعية سوف تكتفي كعادتها ببيانات الاستنكار والشجب ليس أكثر.

اخيراً اذا ما استمر الاداء السياسي الشيعي بهذا المستوى من الجبن والخنوع والذي لايتلائم أبداً وحجم الاداء الميداني الشيعي الشعبي,وإذا أستمر ما بات يعرف بالانبطاحيين في تسِّيد المشهد الشيعي مع عدم وجود من يحاسبهم فإن سبايكرات أخرى تنتظرالشيعة, ونزيف الدم الشيعي لن يتوقف. ومع كل مجزرة وجريمة ترتكب بحق الشيعة فتشوا عن الانبطاحيين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب