جريمة سبايكر هزت الضمير العراقي بشكل ليس له مثيل اذ هل يعقل ان يصل الانسان الى هذا المستوى من الانحطاط بحيث يسوق حشد من البشر فيعدمهم دون ان تتحرك في ضميره خفقة رحمة
المجرمون والذين وردت اسماء العديد منهم يجب ان يتلقوا العقاب العاجل بعد اثبات التهمة عليهم هذا ما لا يختلف فيه اثنان ولكن لا بد من التوقف على جوانب من الامر
الاول القائد العسكري الذي اعطى هذا العدد الكبير من الجنود الاجازة رغم انهم في حالة معركة ثم لم يؤمن لهم الحماية ولم يؤمن لهم وسائط النقل الامنة كيف نحكم عليه
في اي جيش يحترم نفسة وقائد عام يستشعر المسؤولية لما تأخر احالته الى محكمة عسكرية فهل حصل ذلك
ثم اين المعلومات التفصيلية اي جيش هذا الذي لا يعرف عدد جنوده على وجهه التحديد فاكتفى بما تناقلته وسائل الاعلام عن انهم ١٧٠٠ هكذا عدد دون زيادة او نقصان اي استهتار بارواح العراقيين لماذا لا يوجد بيان رسمي يحدد الاعداد والاسماء
نعم نقل الاعلام المقابلة المحزنة التي حصلت بين رئيس مجلس النواب وعدد من قادة الكتل وبين عوائل الضحايا فهل حصل مثلها مع القائد العام للقوات المسلحة ام ان هذا خارج نطاق صلاحياته هل افهم من هذا ان العوائل تحمله المسؤولية لان الشكوى الى مجلس النواب لا تكون الا على الحكومة حصرا اما على غيرها فيتولى الجهاز التنفيذي والقضائي ذلك . هل سنكتفي بتحديد المجرمين المباشرين ونسكت عن المجرمين المستترين الذين ادت تصرفاتهم الى ان ينتشر هذا النمط من الجرائم
ثم فالنعود ونتسائل من ارتكب الجريمة فعلا ؟
اصبح بحكم المؤكد ان الذي ارتكبها مجموعة من البعثيين ومن اقرباء وحاشية صدام حسين وممن كان ينفذ جرائمه من خلالهم فما مسؤولية حزب البعث عن ذلك . كان البعثيون يتحججون ببرائتهم من جرائم النظام وان السلطة وليس الحزب هو الذي يقوم بالجرائم وانهم كانوا مجبرين وليسوا راضين
ولكن اليوم ما الحكم على البعثي الذي يرضى ان يبقى في حزب يرتكب كل هذه الجرائم وما تبريره للبقاء فيه وتنفيذ مخططاته الا يتحمل المسؤولية عن ذلك ايضا
اذا كان البعثي السني قد يرتضي ذلك لاعتبارات طائفية وموجة ردود افعال اصبحت دافعا لمزيد من الجرائم فماذا يقول البعثي الشيعي والذين نعلم يقينا ان الكثير منهم يمارس دورا فعالا وقياديا اليوم في منظومة البعث واسماءهم ليست خافية بعضهم في العراق وبعضهم خارجه فهل وصل الهوس بالسلطة ان ينحدروا الى هذا المستوى من السلوك الذي يترفع الحيوان عنه
وكانما استشعر البعثيون بعد الجريمة اثر جريمتهم فرفعوا راية داعش التي لم تتوان عن تبني الجريمة كجزء من سياستها في بث الرعب في الناس
المقلق عندما تتوالى هذه الجرائم مرة في جامع مصعب ومرة في سبايكر ويتبجح المجرمون بجريمتهم ولا يكترثون بكشف اسمائهم فاي مصير ينتظر العراق ؟
اليوم امام العبادي تحد كبير ان يعيد الامور الى نصابها وهو يعلم اكثر منا بكثير ونأمل ان يكون حريصا على ان يتوقف نزيف الدم العراقي,