23 ديسمبر، 2024 5:35 م

سايكولوجية الإبن المدلل !

سايكولوجية الإبن المدلل !

الطفل الوحيد‏:‏ هو مشكلة بحد ذاته‏..‏ فهو هدف لتدليل أمّهِ التي تخاف أنْ تفقده ، فتحيطه برعاية زائدة‏,‏ حتى أنه يتعوّد أن يكون دائماً في بؤرة الاهتمام‏ ..‏ ومكمن الخطورة لهذا الطفل أنه ينمو في بيئة محددة‏,‏ وأنَّ تفاعله دائماً مع الأفراد الكبار فقط ، فهو محروم من التفاعل الاجتماعي مع أطفال من سنـّه ‏,‏ خاصة قبل سن المدرسة‏.
‏ إنَّ الفترة الزمنية التي تفصل بين الطفل ومن يكبره ، أو من يصغره ، لها علاقة أيضا بمعنى الترتيب ومغزاه‏,‏ بمعنى أنَّ الطفل الأوسط قد يصبح مثلا طفلا أكبر إذا كان يفصله عن أخيه الأكبر عدد كبير من السنين‏,‏ بينما يصبح الأكبر وحيدا ، وقد يصبح الأصغر أيضا وحيدا إذا كان إخوته يكبرونه بفترة زمنية طويلة‏.‏
 ومما يذكر أنَّ الفترة الزمنية بين ولادة طفل وآخر ، التي يمكن أن تغيّر هذا الترتيب‏ ، يقدّرها الباحثون بست سنوات ، أي مرحلة سيكولوجية كاملة من مراحل النمو‏ . بالإضافة إلى أنَّ أوضاع الأسرة وإمكاناتها الإقتصادية ومكانتها الاجتماعية قد تختلف بالنسبة لكل طفل في المراحل الحاسمة من نموه ، من ناحية أعمار الوالدين. ‏وتصبح أيضا أحد عوامل التأثير الأسري على الطفل‏.‏
ولا شك أن هناك عوامل وراثية تتحكم في شخصية وطباع الإنسان، لكن الإنسان أيضاً ابن البيئة التي يعيش فيها ونتاج التنشئة التي تترك بصماتها على شخصيته، وتقول النظريات السيكولوجية  أن للوراثة أو الجينات  من التأثير على تكوين شخصية الفرد 75% ، وأنَّ 25% من تأثير ظروف موضوعية  من البيئة .
 ويرى الاختصاصيون  أنَّ السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل هي من تحدد سير شخصية الفرد في المستقبل ، فمن الطبيعي أن نستنتج بأن حياة الفرد وما يؤثر به هي الأسرة من الناحيتين الوراثية والتربوية  بمعنى أنَّ نسبة 100% من تكوين شخصية الطفل الفرد تقع على الأسرة . فالأبوان اللذان يمنحان للمجتمع أبناء أنانيين لا ينظران  للأمر بعين أن هذا ولد وتلك فتاة ، لأنهما يغرسان في كل أبنائهما قيماً تتغلغل في نفوسهم بمرور الأيام ، فيشبون على مبدأ: أنا ومن بعدي الطوفان .. إذا مت ظمآناً فلا نزل القطرُ . وذلك من فرط تدليلهم في الصغر . لهذا فمن الصعب أن يسمح تلكما الوالدان لأحد بإغضاب أطفالهما أثناء لعبهم، حتى ولو كان طفلاً في سنهم، وعندما يخطئون لا يرداهم عن الخطأ، فهما والدان لا يعاقبان أولادهما ، وغالباً ما يكررا أمامهم أنهم متميزون عن غيرهم ، وينصحاهم بعدم السماح لأحد بأن يكون أعلى أو أفضل منهم . فالناس لدى هذين الوالدين خلقوا لهدف واحد هو خدمتهما ..هما وأبنائهما ، الذين يتخطى حبهم بداخلهما كل الحدود.
علاقات هؤلاء الأطفال الاجتماعية في الغالب لا تستمر طويلاً ، لأنه لا أحد يتحمل ذلك النمط من الشخصيات ، بسبب أنَّ هكذا والدين كانا قد تسلطا على أبنائهما في فهم الحرية التي تحدد شكل العلاقات و القرارات والمواقف الخاصة لا العامة .
 يُروى أنه شغل شابٌ واحدٌ لا يتعدى الثالثة والعشرين من العمر، السياسيين والمسؤولين الأمنيين في واشنطن عام 2009 ، حتى إنه دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما لقطع إجازته في جزيرة هاواي، للحديث عنه. الشاب هو النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير طائرة إيرباص 330 التابعة لشركة دلتا إيرلاينز الأميركية، خلال رحلتها بين أمستردام وديترويت آنذاك . لا يُعرف الكثير عن عمر خلال تلك الفترة . ولكن المؤكد أنه ((إبن ذوات)) .
 وُلد في عائلة نيجيرية ثرية ، وتحوّل خلال سنوات قليلة من ((الإبن المدلل)) لـ((رجل أعمال))و((سياسي)) نيجيري ثري إلى متطرّف إرهابي . ما شغل رجال المباحث والاستخبارات الأميركية منذ يوم محاولته تنفيذ الاعتداء في البحث عن تاريخ هذا الشاب ((الذكي والموهوب)) ، بحسب وصف من عرفوه، في محاولة لوضع يدهم على نقطة التحوّل . وقد أثيرت تساؤلات حول : كيف وقع المتهم بمحاولة تفجير طائرة إيرباص 330 تحت تأثير ((القاعدة))؟ وكيف تأثر بالتيار الأصولي المتطرف في لندن أثناء دراسته الجامعية في العاصمة البريطانية ؟
والحالة هذه ؛
فما حالنا ؛ لو يُصبح هؤلاءِ (( الأبناءُ المدللون )) ((مسؤولين)) أو (( أبناء مسؤولين)) في الدولة !!!
 هنا تحدث الكارثة ؛ لأنه يقع على عاتق الشعب تحمّـل عبء مسؤوليات كل أفراد هكذا أسرة حاكمة ، أو متنفذة ، أو ممسكة بالمال العام ، أو مخوّلة بالتصرّف في المقاولات الحكومية ، أو مفوضّه بأمر وزاري أو رئاسي !!!
الله !!! ما أحوجنا إليك يا محمد بن عبدالله .. يا رسول الله (ص) (( لو سرقتْ فاطمة بنتُ محمد لقطعتُ يدَها ))!!!
الله !!! ما أحوجنا إليك يا علي بن أبي طالب .. يا أمير المؤمنين (ع) وأنت تضع الجمرة في كف أخيك عقيل !!!