جاءت (سايكس بيكو ) بين ماض يجب ان ينسى او يهمل في اقل الفروض وبين واقع يجب ان يعاش ويكرس كله لهذه الاتفاقية الانكلوفرنسية من اجل انعاش كذبة كبرى خرجت من رحم سايكس بيكو اسمها ( الوطن العربي ) هذه الكذبة التي جنى ثمارها مناصفة العرب وواضعو الاتفاقية ومن يرجع للخلف سنوات قليلة قبل ولادة الاتفاقية لايجد على وجه الارض في الجغرافيا والطبوغرافيا معالم لشيء اسمه الوطن العربي وانما هناك ولايات تابعة للسلطنة العثمانية يسكنها خليط من الاقوام من ضمنهم العرب وحتى الجزيرة العربية واليمن لم تكن عربية خالصة ومن هنا تظهر خيوط المؤامرة واضحة التي حاك خيوطها الانكليز والفرنسيين واتفق معهم المتنفذين العرب فالعراق والاردن وسوريا وفلسطين ومصر وعمان كان سكانها من الاشوريين والسومريين والمندائيين والاكراد والتركمان والايزيديين والارمن والشراكسة والزنجباريين والاقباط وبقايا الصليبيين واليهود والنوبيين وغيرهم اضافة للعرب وفي المغرب ( موريتانيا . المغرب . تونس . الجزائر . ليبيا )
البربر والافارقة والطوارق واليهود وغيرهم . وقد تتعدى نسب هذه الاقوام نسبة العرب في اغلب الاماكن المذكورة لكن كان من اهم واجبات من تولوا الحكم بموجب هذه الاتفاقية ( المؤامرة ) هي طمس هذه القوميات وغمط حقوقهم وقهرهم والاستيلاء على ثرواتهم واوطانهم وتقاسمها مع بريطانيا وفرنسا وهؤلاء الاقوام لم يحكموا باسم العرب في باديء الامر انما حكموا وقهروا من خلال الفتوحات الاسلامية وتسلط حكام وقادة عرب على اعناقهم منذ فتح العراق والشام ومصر ومن يتابع مجريات الفتح الاسلامي سيقف مندهشا من ترك فاتح مصر ( عمرو بن العاص ) افريقيا كلها في حينه والاتجاه الى اوربا وعبور البحر وهو لم يذهب باساطيله من اجل نشر الاسلام وانما من اجل جواري ذوات عيون زرق وعبيد ببشرة بيضاء ليتهاداهم الحكام المسلمون ( العرب ) وحتى حملة عبد الله بن ابي سرح على افريقيا لم تثر شهوة ورغبة الخليفة لذا منحه كل الغنائم التي عاد بها من افريقيا لمعرفته بلون السبايا الاسود وفقر افريقيا وقلة مغانمها على عكس حملة اسبانيا التي جلبت للخلافة (30 ) الف جارية وعبد ذو بشرة بيضاء وعيون ملونة تقاسمها الخليفة وبطانته والمتنفذين وبيع مازاد عن حاجتهم في سوق النخاسة . بعد ان مر على الاتفاقية (100 ) عام واستنفذ اصحابها كل اغراضهم وتطورت الامم وحقوق الانسان يجب على العالم المتحرر اعادة النظر بما تركته سايكس بيكو من اثار مدمرة على الاقوام المتواجدة في الرقعة التي اصبح اسمها الوطن العربي وتصحيحها واعادة الحقوق الى اصحابها الشرعيين سواء بالعودة للتاريخ القريب او بالاستفتاءات او غيرها من الطرق التي ترد الحق لاصحابه ليقررون مصائرهم وفق رغباتهم والا من غير المعقول ان تخضع هذه الاقوام لحكم غير راغبين فيه لسنوات طويلة قادمة .