7 أبريل، 2024 10:13 ص
Search
Close this search box.

سام العاقولي.. حلقة في سلسلة ارهاب الدولة

Facebook
Twitter
LinkedIn

تهورش بذر واستوى على ساقه مستغلظا يشغل المساحة من دون ان يفيء او يثمر
ساسة ما بعد 2003 ضيعوا علينا فرحتنا بـ “عودة الوطنية” ومسخوا العراق الى إنموذج فظيع لا شبيه له

طالت آفة تكميم الأفواه، زميلا آخر، في رهط ضحايا القمع الحكومي المدبر، ضد الإعلام، في العراق، بغية إجبار الجميع على التغاضي عن أخطاء تقصم ظهر الدولة، يرتكبها أفراد من طرف السلطة الحاكمة، ممثلة بكتلة “دولة – اللا – قانون”.

داهمت قوى أمنية، منزل الزميل حسام العاقولي.. مراسل قناة “البغدادية” من السماوة؛ من دون تهمة محددة، ولو توفرت تهمة، ما كانوا ضربوه؛ حتى واشك على الموت بين ايديهم؛ تشفيا.

الضرب ميدانيا، دليل التشفي، الذي لا يعطي للقانون مجرى يحتكم الخصماء اليه! إذ ضربوا العاقولي.. حسب وصف شهود عيان؛ تنكيلا بأدائه الواجب، وفق أخلاق المهنة وإلتزاماتها؛ ما يحيل الى المصطلح العالمي المعروف “إرهاب دولة” وهو بالنهاية جرائم ترتكبها حكومة ضد شعبها.. ما يعني جرائم ضد الانسانية، بالنتيجة.

حكومة مسعورة

تعمدت الحكومة، ممارسة نوع من ارهاب؛ لإخافة الاعلاميين عن الخوض في أخطائها؛ لمداراة غياب المنهج الواضح في إدارة الدولة، من قبل (القوة) التي استحوذت على دورتين فاشلتين لم تدور خلالهما عجلة معمل ولن تستنبت مزرعة، وإتجهت لولاية ثالثة، سلكت اليها طريقا خلط الحرام بالتزوير بالباطل بالديكتاتورية؛ فتحولت الى قوة سلطوية، أغلقت طريق الحق والحلال والسلامة والديمقراطية، وإنتهجت سواه؛ حيث لا يوجد سوى الهدى إلا الضلال.

ناسية ان الجهد الذي تبذله في القمع، يستلزم طاقة أكبر مما تبذله في سبيل السلام، لو شاءت القبول بالصواب سبيلا نحو مراميها.

وسط سعار الكحومة.. على مدى ثماني سنوات مضت، واربع آتيات، إنفصمت عرى الانتماء الوجداني، بين المواطن والوطن، وعادت الفجوة تفغر فاها، بين الإنسان العراقي وهويته.

الفرحة الغائبة

تصورنا أننا بعد 9 نيسان 2003، إلتصقنا بعراقيتنا، التي اقصتنا عنها الحروب والعقوبات الدولية وحماقات ساسة تبوأوا مناصب أكبر من مؤهلاتهم، في غفلة من الزمن؛ جراء تداخلات وأخطاء مستفحلة، نمى غرسها بذرا تهورش واستوى على ساقه مستغلظا، يشغل المساحة، من دون ان يفيء او يثمر.

ساسة ما بعد 2003، ضيعوا علينا فرحتنا بـ “عودة الوطنية” وراحوا يعيدون نسخ تجربة الماضي، مسخا للعراق وشعبه، الى إنموذج فظيع لا شبيه له.

أعادونا الى طروحات سلفية شوهت الدولة.. بناسها وأرضها وسيادتها، وانتهجوا اساليب حكم فاشلة، الا من حيث مصب الفساد الماطر سحتا حراما في ارصدتهم الشخصية.

شهوة المال

إزاء التراكمات لا تحاول كتلة “دولة القانون” تصحيح أدائها، قدر ما تمنع الإعلام وعموم الشعب، من محاسبتها والخوض فيها، وآخرها الاعتداء بالضرب على الزميل العاقولي، بعد سلسلة إعتداءات بلغ بعضها حدودا فظيعة، طوال ثماني سنوات مقبلة على الإثنتي عشرة، أيسرها انفلات الامن وإهمال الخدمات.

إنها آفة قضت على النظام السابق، وتآكلت النظام اللاحق؛ وستذروه رمادا إن لم يصحوَ لنفسه، مقوما شهوة المال التي لم ترتوِ لدى مجلسي النواب والوزراء، عقب أحدى عشرة سنة من السلطة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب