6 مارس، 2024 7:22 م
Search
Close this search box.

سامراء وسامراء!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

سامراء الأمل والقوة والتفاعل الإنساني والثقافي الخلاق , عاصمة الدولة العباسية لأكثر من خمسة عقود , تلك الدولة التي بعثت أنوارا حضارية مشرقة , فنقلتها إلى محطات التفاعل الإبداعي والتنوير الفكري والروحي , الذي صنع أجيالا ذات تأثير كبير في مسيرة الحياة.

سامراء القوة والمجد والجمال والهيبة والعزة والكبرياء والإقتدار, فمنها إنطلقت مشاعل الخير والإنتصار على مواضع الشر والظلام , ومنها حُملت الأفكار الراقية الخالدة إلى كل زاوية إستطاعت رسل المحبة والألفة والسلام أن تصلها.

سامراء الحضارة والتأريخ والثقافة والفكر والإرادة ذات القيم والمعاني السامية , التي تؤسس لصناعة المجتمعات المتطورة السعيدة , بعطائها وتواصلها وبنائها الأخلاقي المتميز.

سامراء عنوان الوحدة الدينية والروحية ورمز عربي أصيل , تجسدت فيه أرقى أفكار العروبة والدين , وعبّرت عن دورها الواضح على مدى القرون, وأثبتت أن الدين واحد , والمذاهب مشاعل منيرة في دروب المعرفة الدينية المتألقة بالقيم والمبادئ النبيلة , التي تنفع البشرية وتخلق حالة الإنسان السعيد مع ذاته وأخيه , والمتفاعل بإيجابية مع مجتمعه والدنيا بأسرها.

سامراء مدينة المحبة والصدق والأصالة , والمذاهب المتآخية والمدارس المتفاعلة , والمفكرين والعلماء والشعراء والأبطال والخيرين , ومدينة الزمان وراية القوة والسلام , ومشعل الإشراق الفكري والروحي , والغنية بآثارها وجمالها وأهلها ومرقد الإمامين عليهما السلام , وفيها من التراث ما يجعلها مُلكا للبشرية جمعاء, ويضع على عاتقها مسؤولية حمايتها ورعاية إرثها الحضاري والثقافي الذي لا يقدّر بثمن.

فهي ثروة الإنسانية والتأريخ لكنها تتعرض لتفاعلات مؤسفة لزعزعة وحدتها الدينية وكيانها التأريخي الجامع , وتسعى لتغييب دورها وهويتها وقيمتها الثقافية والحضارية , وتُفرضً عليها عزلة جائرة ومضرة بأرزاق مواطنيها , الذين يعتمدون في إقتصادهم على الزائرين والسائحين , وتشكل زيارات المرقدين أهم الروافد التي تُنعش الحياة وتديم الأعمال والنشاطات التجارية والخدمية.

والمدينة وعلى مدى قرون عديدة قلبها النابض مركزه الروضة العسكرية الطافحة بالأنوار الحية الطيبة على مدار ساعات اليوم , وكانت شوارعها الرئيسية متصلة بها وتؤدي إليها , وكأن المدينة تتجمع في المرقدين وما حولهما من أسواق تعج بالحياة.

فلا يليق بالمدينة ان يكون قلبها مهجورا وكأنه ثكنة عسكرية , فما حصل في تأريخها على مرّ العصور مثل هذا الحال , ومن الظلم والتعسف والعدوان عليها أن تكون شوارعها مغلقة , وتعيش في عزلة عن الزائرين فتُحرم من مصدر الرزق الذي تعودت عليه منذ قرون وقرون.

وهي ثالث مدينة مقدسة بعد النجف وكربلاء وفيها ثلاثة أئمة أطهار , ومن حقها أن تكون مثل أختيها المدينتين المقدستين , وأن تنعم بالعمران والعناية الكفيلة بإستيعاب الزائرين وإيوائهم , ومن الواجب بناء الفنادق العالمية المواصفات فيها , وإعادة الروح لشوارعها وتطويرها بما يليق بها كمدينة حضارية روحية مقدسة عريقة.

وإنها لتستنجد بجدها إمام الورع والتُقى , من وجع العزلة والحرمان والإهمال المسلط على أهلها وهويتها وكيانها , فما تجرأت قوة عبر عشرات القرون أن تمسها وأهلها بضرر.

فسامراء مدينة جامعة , وليست مانعة , إنها مدينة المسلمين والإنسانية جمعاء , لما فيها من مديات حضارية ومنطلقات فكرية وثقافية , أسهمت في مسيرة البشرية , وزودتها بمقومات النماء والعلاء.

فالتأريخ والبشرية مع سامراء , وإرادة الله وقدرات السماء , مما يتوجب إعلاء مبادئها والعناية بها والمحافظة على شواهدها ورموزها.
وعلى الجميع أن يعمل بقلب واحد , ويد واحدة , لإعادة تعمير المدينة , والإخلاص لأئمتها الأطهار , والوفاء لتأريخها المجيد وحضارتها الشماء.

فأطلقوا شوارعها من الأسر الشديد , وأعيدوا لها جمالها وأنوارها ومعالم حياتها الطامحة للألفة والأخوة والمحبة والرقاء.

وإن سامراء لتنادي , ولا بد من الإستجابة لنداء مدينة مقدسة ذات رجاء!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب