23 ديسمبر، 2024 12:05 م

سامراء لنا والزبير لهم

سامراء لنا والزبير لهم

العراق بلد متعدد الطوائف، والأديان والقوميات، يكاد يكون أشبه بلوحة فنية، متشكلة من سني شيعي كردي تركماني مسيحي، او باقة ورد متكونة من أزهار ملونة، وعطور مختلفة والدستور اثبت ذلك بالمادة (1) جمهورية العراق دولةٌ اتحادية، واحدة مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق.

بعد سقوط صنم بغداد، في 2003 كان من الأصلح أن يقام نظام الأقاليم، وتجربة كرد ستان دليل نجاح هذا النظام، وقتها كان غالبية الشعب العراقي، في خندق واحد، لانتشال العراق من براثن الطاغية، لكن ما ابرح ذلك، حتى ذهب بعض الساسة، الى إجهاض مشروع الأقاليم، نتيجة انجرارهم، وراء الأوراق الخضراء، لتنفيذ مخططات خارجية مريقة.

إن مشروع قانون التمويل للكونغرس الأمريكي، حول تعاملهم مع السنة والكرد، كدولتين منفصلتين عن العراق، ربما هو مطلب بعض مرتزقة السنة والكرد، بعد ذهابهم بشكل فردي، بعيد عن علم الحكومة المركزية.

لو نفترض جدلا، تقسم العراق الى دويلات سنية وشيعية، وكردية، و طريقة التعامل الكونغرس بنظرية التقسيم، هي نظرية خارج المنطق والمعقول، عندها تطرح بعض الاستفهامات حول ذلك التعامل، بالنسبة لبغداد هل سيكون الإمامين الكاظمين عليهم السلام، للسنة، والإمام أبي حنيفة النعمان للشيعة؟ ما هو مصير العاصمة بغداد؟ وكيف ستكون القسمة بين السنة والشيعة؟ أم ستكون هناك حرب بين الطرفين والفائز بالحرب ستكون بغداد عاصمته!!.

فثمة أسئلة جدلية، ليس لها من مجيب، أين سيكون مصير الإمامين العسكريين في سامراء؟ وما مصير الصحابي الزبير بن العوام في البصرة وبعض المزارات السنية؟ كما ما هو مصير تلعفر والشيعة هناك؟ هل نستبدلهم بسنة الناصرية والبصرة؟ هذا نموذج بسيط بين المشتركات بين السنة والشيعة، ما هو مصير المناطق المتنازع عليها في الرمادي؟ هل سنترك لهم ثلث العراق وحتى الأراضي التي اقتطعها المجرم صدام من كربلاء، أم سنقاتلهم عليها؟.

أما الكرد، كيف سيكون تعاملهم مع العاصمة بغداد، الذي لديهم مصالح فيها؟ وكيف سيعيش الكرد في ديالى، وكركوك والموصل؟ و هل ستكون الأراضي المتنازع عليها، للطلبانيين ام للبرازنيين ؟.

هل ستكون كركوك للسنة، الذي يشغلون ثلث أراضيها تقريبا، او ستكون من حصة التركمان، او للكرد، ام سيفوز بها الشيعة من التركمان، بعد دحر السنة الكرد والعرب، هذا مشهد معقد جدا.

في نهاية المطاف، جميع الشركاء، يبحثون عن بيئة أمنة لهم ولشعوبهم، فإذا حدث التقسيم وقطعت الكعكة، بسكين يهودية، هل ستتوقف السيارات المفخخة، من تمزيق أجساد الشيعة؟ وهل تقف المليشيات الشيعية، من اقتطاف أرواح السنة؟ ام سيتخلص الطرفين من سكاكين وجلدات أزلام “داعش”؟.

نحن اليوم أمام مفترق طرق، أما التقسيم وما ذكر أعلاه، او نعيش أخوة في الدين، وشركاء بالوطن، والمضي بعراق خالي من التفرقة، وتطبيق ما جاء بالدستور، وتطبيق فقراته التي تتكلم عن وحدة العراق، مع الحفاظ على حقوق الآخرين.