سامراء المدينة العراقية العربية الحضارية المقدسة العلياء, بمعانيها ومسيرتها الثقافية والتنويرية والإبداعية التأريخية , التي بسطت أجنحتها على فضاءات الدنيا لأكثر من نصف قرن.مدينة إنطلقت منها حضارة , ما قبلها حضارة , إنها حضارة سامراء , رحم الحضارات وموطن الإنطلاقات , ونبراس العطاءات الرائدة والإلهامات السائدة.
هذه المدينة وقفت بشموخ متحدية الويلات والتداعيات , وآليات التهميش والإهمال منذ تأسيس دولة العراق وحتى اليوم , لكنها تواصلت وحافظت على معالمها ومميزاتها الحضارية بجهود أبنائها الغيارى الأصلاء.
مدينة عانت وتعاني , لإغماط دورها وقيمتها الوطنية والتأريخية , وفي كل مرحلة تنهض أمامها تحديات , وتواجهها عاديات , لكنها تنتصر وتتفوق على جميع الملمات , ولولا همة أهلها ويقظتهم لكانت أول مدينة يتم إستباحتها من قبل طوابير الشرور والبغضاء.
مدينة فيها رموز دينية ومدارس فكرية وميادين تفاعل وحدوي إنساني إسلامي لا مثيل له , وهي عنوان وحدة المسلمين وعزة الدين ونبراس الفكر والتفاعل الثقافي الواعي الحكيم , ومرتكز الصيرورات الكبرى لأجيال أمة الرحمة والأخوة والألفة والسماحة , والعطاء الخالص المعبر عن رسالة الصادق الأمين.
مدينة سامراء , تتأثر بدرجة كبيرة بما يحصل في البلاد , وما يدور حولها من تفاعلات وتطورات ومحاولات , فهي تكاد تكون محاصرة , فيعز فيها الوقود والكهرباء وربما الماء وبعض الأحيان الطعام , ويعم أهلها القلق , إذ قد تحصل فيها حالات سلبية غير مبررة.
ومنذ ما يقرب من ستة أشهر إستقبلت مئات العوائل المهجرة من الأقضية والنواحي المجاورة لها , وقام أهلها بتقديم الضيافة والمساعدة والإسناد , لكن الحالة الإنسانية لا تحظى بما يجب من الرعاية والإهتمام من قبل المسؤولين , فالمدينة ربما ستشح فيها المواد الضرورية اللازمة لسلامة العيش وتتضاعف أسعارها , مما يتطلب توفير خطط إغاثة وإعانة للكثير من العوائل التي تتشرف مدينة سامراء بإحتضانهم وحمايتهم.
فالمدينة في معاناة إنسانية تستحق النظر والمعالجة السريعة والواجبة!!