7 أبريل، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

 سامراء الأبية الصابرة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

سامراء الخير والرجاء والأمل والقوة والتفاعل الإنساني والثقافي الخلاق. سامراء عاصمة الدولة العباسية العربية الإسلامية لأكثر من سبعة عقود.

تلك الدولة التي أضافت للإنسانية أنوارا حضارية مشرقة , فنقلت البشرية إلى محطات التفاعل الإبداعي والتنوير الفكري والروحي , الذي صنع أجيالا ذات تأثير كبير في مسيرة الحياة الأرضية.

سامراء القوة والمجد والجمال والهيبة والعزة والكبرياء والإقتدار, فمنها إنطلقت مشاعل الخير والإنتصار على مواضع الشر والظلام في الأرض , ومنها حُملت أنوار الأفكار الإسلامية الإنسانية الراقية الخالدة إلى كل زاوية إستطاعت رسل المحبة والألفة والسلام أن تصلها.

سامراء رمز الحضارة والتأريخ والثقافة والروح والفكر والحياة المتفاعلة الراقية , ذات القيم والمعاني السامية , التي تؤسس لصناعة المجتمعات المتطورة السعيدة , بعطائها وتواصلها وبنائها الأخلاقي المتميز.

سامراء عنوان الوحدة الدينية والروحية ورمز إسلامي وعربي أصيل, تجسدت فيه أرقى وأسمى أفكار العروبة والدين.

وعبّرت عن دورها الواضح على مدى القرون, وأثبتت أن الدين واحد , والمذاهب مشاعل منيرة في دروب المعرفة الدينية المتألقة بالقيم والمبادئ الراقية , التي تنفع البشرية وتخلق حالة الإنسان السعيد مع ذاته وأخيه , والمتفاعل بإيجابية مع مجتمعه ومجتمعات الدنيا بأسرها.

سامراء مدينة الثقافة والتأريخ , والروح والدين والمحبة والصدق والأصالة , والمذاهب المتآخية والمدارس المتفاعلة , والمفكرين والعلماء والشعراء والأبطال والخيرين.
ومدينة الزمان وراية القوة والسلام , ومشعل الإشراق الفكري والروحي على مر القرون , والغنية بآثارها وجمالها وأهلها ومرقد الإمامين عليهما السلام.

وفيها من تراث الحضارة ما يجعلها مُلكا للبشرية جمعاء, ويضع عليها مسؤولية حمايتها ورعاية إرثها الحضاري والثقافي الذي لا يقدّر بثمن.

سامراء ثروة الإنسانية والتأريخ تتعرض لهجمات ظلامية شريرة سوداء تستهدفها بالكامل , وتريد أن تمحق وجودها ودورها الفكري والروحي من الحياة.

هجمات حاقدة مريضة همجية نكراء هولاكية النوايا والطباع, تريد أن تطال كل شيئ فيها لتجعلها ” أسوأ مَن رأى”.

هجمات تجرأت على رمز حضاري وروحي وإنساني , وتحفة عمرانية نادرة بجمال بنائها وريازتها وحسن إبداعها , وقوة تأثيرها بنفس وروح وحياة الأجيال المتعاقبة.

هجمات سيئة بغيضة أصابت قلبها وحطمت كيانها فأوجعتها , وغرزت خنجرا من الأسى والخيبة في نحر أبنائها.

هجمات تقودها قوى ظلامية إقترفت جرائم كبرى يندى لها جبين الإنسانية والتأريخ.

ولن يفلح المجرمون , فسامراء لتستنجد بروح جدها إمام الورع والتقى , من وجع الضربات وتوحش القسوة والشر المسلط على وجودها وكيانها , الذي ما تجرأت قوة عبر مئات السنين أن تفعل شيئا ضدها , مثلما يحصل اليوم من إعدام حقيقي لمعالم الحضارة والتأريخ والروح والدين.

وأمام هذا التفاعل الشرير فأن سامراء عليها أن تتوحد بعشائرها السبعة , وبقوة وحزم وبإرادة وبقلب واحد بعيدا عن كل ما يفرقها, من أجل أن تحمي كيانها وتبقى وتستعيد عزتها ومجدها ودورها الحضاري والروحي.

سامراء الثقافة والحضارة إرث إنساني وليس عراقي فحسب, ومن واجبنا أن نحمي مَعلما حضاريا له قيمة ثقافية وإنسانية في مسيرة الحياة.

والدنيا بأسرها لا يجوز أن تبقى ساهمة وكأن الذي يجري لا يعنيها.

يا أمة العراق إحمي سامراء ومعالمها , ومَن يتوهم بالبهتان ويتحدث بلغة جاهلة عمياء , وأسلوب شعوبي مقيت فأنه في غي وضلال مبين.

فاخرجوا من دائرة الخسران المغلقة وحدقوا بعيون ترى حقائق الأمور , وأن لا يصيبكم بمقتل , جحيم التشويش والتشويه والتضليل والإهلاك والتمزيق والتشريد والإمعان في التجهيل.

فالذين يتربصون لأي حادث لإطلاق ما فيهم من أفكار متعفنة , ورؤى متقيحة ودمامل محتقنه عليهم أن يثوبوا لرشدهم , ويتقوا الله فيما يزعمون ويفترون على المدينة والتأريخ والدين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب