23 ديسمبر، 2024 7:48 م

سالم بولص كورئيل/83

سالم بولص كورئيل/83

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاءالله}
إستنفد الشهيد سالم بولص مورئيل، وقتا طويلا، من عمره البالغ 34 عاما، في التهجد بين يدي الرب، داخل رحاب الكنيسة، إنسانا مؤمنا بالماركسية، سبيلا لإنقاذ الشعب العراقي، من مخالب البعثية!
وما إنتمائه للحزب الشيوعي العراقي، إلا نسق واع، يدرك مصلحة المجتمع، فيعمل لأجلها بشخصه.. فردا: “أمشي مع الجمع وخطوتي وحدي”.
 
الحدباء
ولد الشهيد مورئيل، العام 1952  في نينوى الحدباء، وإستشهد في العام  1986، تزوج منجبا أبناءً لم يسعه شيطان الموت البعثي، ريثما يربيهم، لكن قضاء الله تام، هو مولاهم.. عليه توكلوا بفقد الوالد، وهم ما زالوا أطفالا..
 
جهاز الامن
إعتقلته مفرزة، قدمت الى محله، حيث يعمل كاسبا، من اليد الى فم أطفاله وزوجته، الذين لم يتخلَ عنهم رب رحيم، بفقدهم المشرف للوالد.
حاصل على شهادة الدراسة الابتدائية، لكنه معبأ بعلوم وشجاعة الانتماء، الى معشر نظرائه المحليين، مكتفيا بها، أثناء وقته المشحون بتثقيف الذات، فيضا للآخرين.
لكنه اعتقال، على أساس الانتماء الى الحزب الشيوعي، معطيا المزيد ومثبتا أن إرادته سبيل يفتح الطريق لمن شاء ان يهتديه.
حكته ارادة العراقي حين قرر النفاذ الى عمق التجربة الفنانين؛ حين علموا بالاستشهاد اثناء التعذيب، داخل أروقة العائلة، بعد ان منحه جهاز التدريب فرصة التماهي مع ذاته، ضد العدو.
لم يكتفِ جهاز الامن الخاص، بجرد إسماء المشاركين، إنما شمل آخرين لم يردوا على مسامع محققيه.. مواصلا المضايقات المحمومة الحقيقية، للشهيد وهو في قبره؛ إذ واصلوا إختلاف وجهة نظرهم، عن أساتذتهم؛ نيلا لأحدى الحسينيين.. النصر او الشهادة.
فالأعدام بداية السلوك القويم، في عراق البعث، الذي توالت عليه المحن؛ وما زال شامخا”.. رحمة الرب للشيوعي المؤمن بالله والوطن والسعادة،… تفاؤلا.