هذه العبارة كثيراً ما يستعملها العلماء والفضلاء في الفقه والأصول والتفسير والفلسفة والكلام وغيرها من العلوم .
وهي عبارة منطقية لها علاقة بموضوع ( القضايا ) وبالتحديد في (القضية الحملية ) .
إن القضية تنقسم إلى حملية وشرطية، والقضية الحملية تتألف من موضوع ومحمول.
مثال ذلك : الحق منتصر . (الحق) موضوع ، (منتصر) محمول .
وهذه القضية الحملية ( الحق منتصر ) هي قضية موجبة ، ( يعني مثبتة ) ، لأن القضية الحملية تنقسم إلى موجبة وسالبة.
مثال القضية الحملية السالبة ( الظلم لا يسود ) .
هنا في هذا المثال الموضوع متحقق وهو ( الظلم ) ، المحمول منتفي ( مسلوب ) عن الظلم ، يعني سلب حمل السيادة على الظلم ….
فقضية ( الظلم لا يسود ) سالبة بتحقق الموضوع، بل هي سالبة بانتفاء المحمول ، لأن المحمول في هذا المثال ( يسود ) وهو منتفي وغير متحقق. فالقضية السالبة على نحوين :-
1- السالبة بانتفاء المحمول – يعني عند تحقق الموضوع – ( الظلم لا يسود ).
2- السالبة بانتفاء الموضوع ، ( هتلر لا يحارب داعش ).
إن انتفاء الموضوع يؤدي إلى انتفاء المحمول وليس العكس ، فقد يتحقق الموضوع ويتحقق المحمول كما هو الحال في القضية الحملية الموجبة ( الحق منتصر) . وقد يتحقق الموضوع وينتفي المحمول وهذا يعبر عنه (سالبة بانتفاء المحمول )كما هو الحال في ( الظلم لا يسود ) .
ونعود إلى عبارة [ سالبة بانتفاء الموضوع ] حيث أعطينا لها مثالاً واضحاً وهو ( هتلر لا يحارب داعش ) ، لأن هتلر ميت وهو موضوع القضية ، فنقول سالبة بانتفاء الموضوع ، لأن الموضوع ( هتلر) منتفي وبالتالي ينتفي المحمول .
أما لو قلنا ( نتنياهو لا يحارب داعش ) فإن هذه القضية سالبة بانتفاء المحمول، لأن موضوع القضية هو ( نتنياهو) قبحه الله ، وبالرغم من تحقق الموضوع ، (لأن نتنياهو على قيد الحياة ) إلا أن المحمول منتفي ، والمحمول في هذا المثال ( يحارب داعش ) .
فالقضية السالبة هي عبارة عن سلب الحمل سواء كان بتحقق الموضوع أو انتفاء الموضوع . وعلى هذا الأساس انقسمت القضية الحملية السالبة إلى : 1- سالبة بانتفاء المحمول.
2- سالبة بانتفاء الموضوع.