6 أبريل، 2024 10:25 م
Search
Close this search box.

ساعة في مركز شرطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

قادتني الصدفة، بل الظروف التعيسة ان أزور أحد مراكز الشرطة في بغداد، صباح اخر جمعة لشهر رمضان المبارك، لتعرض امامي ثلاث صور مؤلمة الصورة الأولى، تعكس تعاسة قوانين الدولة العراقية، والصورة الثانية تعكس مدى التفكك الاسرة والعائلي لبعض الاسر العراقية، والصورة الثالثة تبين تأثير المخدرات وانتشارها بين شبابنا.
الصورة الأولى:
وهو سبب زيارتي لمركز الشرطة؛ شاب قابع في قعر السجن لأكثر من ثلاث أسابيع كونه ارد انقاذ حياة شخص من الموت(سبب مضحك ) نعم سيارة مركونة في الشارع، والسائق جالس فيها يتحدث مع اشخاص، انبرت لهم دراجة نارية يقودها رجل في منتصف العقد السادس من العمر بصورة مترنحة يجهل سببها، تدل على فقدان الوعي، والتركيز للسائق لسبب مجهول في حينها، (تبين لاحقا اصابته بسكتة قلبية، بعد تشريح جثته لوفاته بعد غيبوبة دامت مايقارب أسبوعين)، نقل الشاب سائق السيارة الجريح(صاحب الدراجة) مسرعا الى مستشفى عسى ولعل ينقذه من الموت، ما ان ادخله المستشفى حتى القي القبض عليه واودعوه السجن لفترة تقرب الثلاث أسابيع، ولم يطلق سراحه، لا كفالة ضامنة ولا تنازل، مما يقطع سبيل المعروف، ويشجع السواق بعدم نقل أي مصاب للمستشفى لانهم سيودعون السجن، بواحدة من تفاهات القانون العراقي.
الصورة الثانية:
دراجة نوع (توك توك)، وقفت امام باب المركز ترجل منها ثلاث شباب وامرأة ثلاثينية، تبادلوا الحديث وطلبوا من الشرطي الدخول للمركز لتسجيل دعوى قضائية ضد احد الاشخاص لإبراز القامة(سكين كبيرة)، وحسب ادعائهم، خرج الجميع بعد لحظات قاصدين الأسواق الموجودة امام المركز، للاستنساخ او شراء ورق كتابة الدعوى على ما اظن، وفي هذه الاثناء وقفت سيارة سايبا تكسي ترجل منها شاب ثلاثيني، طلب الدخول للمركز لتسجيل دعوى ضد زوجته وعائلتها، وقاد المرأة سابقة الذكر معه(تبينت انها زوجته)، وخرج بعد لحظات بدونها.
الصورة الثالثة:
رجل في نهاية العقد الثالث دخل حاجز المركز هو وابنه العشريني صاحب الملامح المثيرة الدالة على ادمانه المخدرات، ما تجاوزا الحاجز حتى على صوت الاب مطوقا ابنه بكلتا يديه” اقبضوا عليه انه مجرم، انه قاتل” واخذ الشاب بالبكاء ” لا بابا ما اريد ادخل السجن” وبعد فترة من النحيب والعويل من الطرفين واتهام الوالد بمحاولة قتل الشاب لأخواته وقتلة، قرر ضابط المركز بعدم التدخل بالموضوع كونه امر عائلي.
من هنا نرى ان بعض القوانين الظالمة بالعراق يجب ان تتغير، ويأخذ بنظر الاعتبار مصلحة الناس كي لاينقطع سبيل المعروف، كذلك عدم تماسك العائلة العراقية وكثرة المشاكل في اغلبها نتيجة عدم التفاهم والتسرع بالزواج والارتباط، بالتالي يكون الأطفال ضحية، ولقمة جاهزة للمخدرات والانحراف، كذلك نلاحظ تفشي المتاجرة والادمان على المخدرات، لغياب الرادع الحقيقي، وعدم وجود عقوبات صارمة، وتفشي الرشوة والفساد الإداري في بعض أروقة الجهات الحكومية.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب