20 مايو، 2024 5:10 ص
Search
Close this search box.

ساعة رئيس الوزراء !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

جدلا واسعا أثير في المركز الخبري حول صورة لرئيس الوزراء حيدر العبادي نشرت ضمن مجموعة من الصوّر لزيارة تفقدية قام بها العبادي لعوائل بعض الشهداء , هذه الصورة التي يحمل فيها العبادي طفلا يتيما لأبناء أحد الشهداء , أظهرت بوضوح ساعته السويسرية الثمينة التي يلبسها والتي تبلغ قيمتها ثلاثون ألف دولار , حيث انقسم أعضاء المركز الخبري إلى فريقين متجادلين , فريق يرى إنّ الإشارة إلى ساعة رئيس الوزراء أمرا مقصودا يراد منه الإساءة لرئيس الوزراء , وهو أمر طبيعي ولا يستحق هذا الجدل , ولا مانع من أن يلبس رئيس الوزراء مثل هذه الساعة , وهي لا تكبر على رئيس الوزراء ( أبو يسر ) حتى لو كانت قيمتها ثلاثون ألف دولار , من يقف وراء هذا الرأي أمّا متملق منافق يسعى للتقرّب من رئيس الوزراء , أو موظف في مكتب رئيس الوزراء الإعلامي يريد أن يشهدوا له عند نوفل أبو الشون .
والفريق الآخر الذي يرى أنّ هذا النوع من الإنفاق الشخصي على هذه المظاهر , يمّثل قمّة الإسراف الذي نهى عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) , فالله تبارك وتعالى يرى أنّ من أهم مظاهر الترف هو الإسراف في إنفاق الأموال وتبديدها دون حاجة لهذا الإسراف , فالإسلام الذي يرفع شعاره حزب رئيس الوزراء , يرى أنّ مال كل فرد هو مال للامة , وهو في الأصل مال الله أعطاه للإنسان وديعة لينفقه على نفسه وعلى مجتمعه في سبيل الخير , وهذا ما صرّح به القرآن الكريم ( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ) , فالإسراف في إنفاق المال وتبذيره هو من فعل الشيطان , هذا إذا كان هذا المال من المال الحلال , فلا يجوز أبدا الإسراف به , أمّا إذا كان هذا المال من المال الحرام , فهنا تسكب العبرات وهذه هي الطامة الكبرى .
وموضوع ساعة رئيس الوزراء قد عكس واقع حياة الطبقة السياسية الحاكمة وقادة العراق الجديد , قصور وأرصدة خيالية في البنوك الخارجية واستثمارات وعقارات خارج العراق وطائرات خاصة ومئات السيارات الحديثة الفارهة والملابس والساعات والأربطة والأحذية الإيطالية الغالية الثمن , علما أنّ لا أحدا من هذه الطبقة السياسية وهؤلاء القادة كان قبل سقوط النظام الديكتاتوري من المحسوبين على الأثرياء وأصحاب الأموال عدا المرحوم أحمد الجلبي , وأغناهم كان حافيا قبل سقوط النظام الديكتاتوري كما قالها يوما عزت الشابندر , في الختام لا أجد ابلغ من كلمة ( طاحظج أمريكا ) .  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب