جدلا واسعا أثير في المركز الخبري حول صورة لرئيس الوزراء حيدر العبادي نشرت ضمن مجموعة من الصوّر لزيارة تفقدية قام بها العبادي لعوائل بعض الشهداء , هذه الصورة التي يحمل فيها العبادي طفلا يتيما لأبناء أحد الشهداء , أظهرت بوضوح ساعته السويسرية الثمينة التي يلبسها والتي تبلغ قيمتها ثلاثون ألف دولار , حيث انقسم أعضاء المركز الخبري إلى فريقين متجادلين , فريق يرى إنّ الإشارة إلى ساعة رئيس الوزراء أمرا مقصودا يراد منه الإساءة لرئيس الوزراء , وهو أمر طبيعي ولا يستحق هذا الجدل , ولا مانع من أن يلبس رئيس الوزراء مثل هذه الساعة , وهي لا تكبر على رئيس الوزراء ( أبو يسر ) حتى لو كانت قيمتها ثلاثون ألف دولار , من يقف وراء هذا الرأي أمّا متملق منافق يسعى للتقرّب من رئيس الوزراء , أو موظف في مكتب رئيس الوزراء الإعلامي يريد أن يشهدوا له عند نوفل أبو الشون .
والفريق الآخر الذي يرى أنّ هذا النوع من الإنفاق الشخصي على هذه المظاهر , يمّثل قمّة الإسراف الذي نهى عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) , فالله تبارك وتعالى يرى أنّ من أهم مظاهر الترف هو الإسراف في إنفاق الأموال وتبديدها دون حاجة لهذا الإسراف , فالإسلام الذي يرفع شعاره حزب رئيس الوزراء , يرى أنّ مال كل فرد هو مال للامة , وهو في الأصل مال الله أعطاه للإنسان وديعة لينفقه على نفسه وعلى مجتمعه في سبيل الخير , وهذا ما صرّح به القرآن الكريم ( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ) , فالإسراف في إنفاق المال وتبذيره هو من فعل الشيطان , هذا إذا كان هذا المال من المال الحلال , فلا يجوز أبدا الإسراف به , أمّا إذا كان هذا المال من المال الحرام , فهنا تسكب العبرات وهذه هي الطامة الكبرى .
وموضوع ساعة رئيس الوزراء قد عكس واقع حياة الطبقة السياسية الحاكمة وقادة العراق الجديد , قصور وأرصدة خيالية في البنوك الخارجية واستثمارات وعقارات خارج العراق وطائرات خاصة ومئات السيارات الحديثة الفارهة والملابس والساعات والأربطة والأحذية الإيطالية الغالية الثمن , علما أنّ لا أحدا من هذه الطبقة السياسية وهؤلاء القادة كان قبل سقوط النظام الديكتاتوري من المحسوبين على الأثرياء وأصحاب الأموال عدا المرحوم أحمد الجلبي , وأغناهم كان حافيا قبل سقوط النظام الديكتاتوري كما قالها يوما عزت الشابندر , في الختام لا أجد ابلغ من كلمة ( طاحظج أمريكا ) .