22 نوفمبر، 2024 2:12 م
Search
Close this search box.

“ساعة” العبادي

لايزال يختلط لدينا الخاص بالعام فيما يتعلق بالشخصيات العامة بمن فيهم كبار المسؤولين. ففي الوقت الذي نشاهد على مواقع التواصل الإجتماعي صورا ولقطات ومواقف يبدو الكثير منها محرجا للعديد من  الزعماء الغربيين وسواهم فإن ما هو أقل من هذا بكثير يثير عندنا إعتراضات من منطلق أن هذا تدخل في الخصوصيات. حصل هذا قبل أيام وفي كروب على “الواتساب” يضم نخبة من السياسيين والمثقفين “المركز الخبري” وفي معرض متابعة زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى عوائل الشهداء في العيد ظهرت ساعة يد الرجل وهو يحمل طفلا صغيرا كان يداعبه. التعليق الذي كان اسفل صورة الساعة يشير الى غلاء ثمنها وهو ما أثار عاصفة من الخلافات سرعان ما إمتدت الى مواقع اخرى والى صفحات الفيس بوك.اللقطة بدت صحفية في محتواها طالما أن العبادي شخصية عامة يمكن لساعة يرتديها او نظارة أو ربطة عنق تثير الإنتباه بصرف النظر عن الذرائع  والدوافع. لكن سياق النظراليها من خلال ردود الفعل أظهر مستوى التباين على صعيد كيفية التعامل مع ما بدا مشاعأ لطرف وخصوصية لاينبغي الإقتراب منها لطرف آخر.
وبين زاويتي النظر المختلف عليها أرى أن زاوية النظر التي لايجب ان تكون موضع خلاف هي “ساعة” العبادي التي ينبغي أن تحدد كل المواقيت. وفي سياق هذه المقاربة فإن “ساعة” العبادي هي ساعة تصفير المشكلات والازمات مع مختلف القوى السياسية في الداخل مكونات وكتلأ, احزابا وشخصيات. “ساعة” العبادي هي ساعة البحث عن مصير العراق في ظل الاوضاع الاقليمية والدولية المحيطة بنا مع كل ماتحمله من مخاطر وتحديات. “ساعة” العبادي هي ساعة تحديد اولويات العمل على طريق شعارات وخطط الإصلاح التي أطلقها أثناء برنامج حكومته لحظة تشكيلها او عند إنطلاق التظاهرات منذ  شهر تموز  عام 2015 والتي لاتزال مستمرة بوتائر مختلفة حتى اليوم ولا يوجد توقيت زمني لأيقافها.
“ساعة” العبادي هي ساعة الصفر لتحرير آخر محافظة عراقية محتلة من قبل داعش “نينوى” وآخر مدينة “الموصل” مع كل ما يجري الحديث عنه اليوم بشأن مستقبلها الملتبس. “ساعة” العبادي هي ساعة الإنطلاق نحو رؤية وطنية على صعيد مشروع عراقي متكامل لايستثني أحدأ الإ من إختار طواعية الخروج عن الإجماع الوطني وإتخذ مسارات أخرى بمن فيها العمل ضد وحدة العراق. اما من هو  مشارك في العملية  السياسية حتى من أختلف بهذه الجزئية أو تلك او يريد المشاركة فإنه يتوجب ان يكون الجلوس معه على مائدة المفاوضات هي ساعة الرحمن كما يقول اهالينا.
“ساعة” العبادي هي ساعة البحث عن بدائل حقيقية للنفط الذي لم يعد آيلا للنضوب مثلما كنا نقول عنه طوال العقود الماضية حين كان الشغل الشاغل لإستراتيجيات القوى الكبرى بل هو اليوم في حكم الناضب بعد تراجعه لأسباب لامجال للخوض فيها. “ساعة” العبادي هي ساعة العمل المتواصل ليلا ونهارا لا مثل “دكات” قلب المرحوم داخل حسن “تنكطع مابين ساعة وساعة”. 

أحدث المقالات