22 نوفمبر، 2024 9:07 م
Search
Close this search box.

ساسة مواشي في قطعان العدو

ساسة مواشي في قطعان العدو

أيقض مشهد الخلافات السياسية؛ خلايا نائمة تنتظر تبرير عملها، وإستغلال إنشغال الأجهزة الأمنية بواجبات إضافية فوق طاقتها؛ فما بالك أن تحول بعض الساسة شنائع ودواعش ومواشي في قطعان العدو، وصار بعضهم في معسكر الأعداء لمهاجمة الأخ والضحية.تبت داعش الإرهابية سلسة تفجيرات شهدتها بغداد، وكأنها تُعيد الأيام الدامية ولوعة الفقراء، والناس تبكي على مصيبتنا وبعض الساسة يبكون على مكاسبهم؟!كشفت تفجيرات مدينة الصدر والكاظمية؛ عن أكذوبة داعش التي إدعت أنها تهاجم الحشد الشعبي، وفضحت أجساد الأطفال الشهداء والنساء المفجوعات؛ إنحطاط الإرهاب وتبني الجريمة بلا خجل ولا وجل، وأخفقت أطروحاته بإدعاء أستهداف الحشد في إستهداف الأسواق.يسعى الإرهاب كلما تقهقر الى إيجاد متنفس وهالة إعلامية لتخفيف الضغط على قواته، ومع الإنتصارات المتوالية للقوات العراقية وبدء عمليات الفلوجة، فمن المتوقع حدوث تفجيرات وخروقات أمنية من المفترض أن تكون في حساب القوى الأمنية، وأن لا تكون القوى السياسية كوسيلة مساعدة لصب الزيت على غضب الجماهير المشتعلة، وبذاك تحقق الخلافات ما يصبو له الإرهاب من أحداث الشقاق الداخلي، وإيجاد صراعات في الطائفة الواحدة.كان من المفترض من سنوات تسليم الملف الأمني الى قوى الأمن الداخلية، وتخرج قوات وزارة الدفاع على حدود العراق، ومع دخول الإرهاب الى مناطق واسعة تأخر الملف بعض الشيء؛ إلاّ ان ملف بغداد خضع للصراعات السياسية، وتمكن بعض الفاسدين من السيطرة على مفاصل مهمة من وزارة الدفاع، ومنع تسليم الملف الى الداخلية، التي إقتصر عملها على حماية المؤسسات الحكومية.إن الإضطرابات السياسية الأخيرة؛ أوجدت فراغ أمنياً وأشغل كثير من قوى الأمن والإستخبارات بتهديدات؛ تنذر بمحاولات الإرهاب من التسلل الى مواقع مهمة في الدولة، وضرب حزام بغداد، وإستغلال التصعيد الإعلامي لبعض الساسة، الّذين عمدوا على ترويج فكر جديد سيقول في يوم من الأيام أن من يخالفه كفراً ويستحق القتل، وهذه الأفكار أنطلت على كثير من البسطاء، وبعضهم أصبح لا يتهاون بالتعدي على الحشد الشعبي والمرجعيات الدينية.بعضهم ترك الحديث عن الإرهاب، وضرورة توحيد الصف لمواجهة أقسى في الأيام القادمة مع عمليات تحرير الفلوجة والموصل، وراح يوزع الإتهامات للهروب من المسؤولية.لا وقت للتهاون بالدماء، ولا مجاملات في هذا الظرف العصيب، ويجب إعادة النظر بالسيطرات، التي أصبحت وسيلة تعقيد للمواطن وفريسة سهلة للإرهاب؛ لإيقاع بأكبر عدد من الضحايا، ولم نسمع بمفخخة تم مسكها بسيطرات بغداد، ومن الواجب فتح تحقيق شامل بالخروقات الأمنية، أسوة بالتحقيق الذي أجراه وزير الداخلية في السماوة، ويجب إحالة المقصرين؛ فلم يعد ينفع الشعب خطابات وإتهامات متبادلة، وبأقصى سرعة يجب تسليم الملف الأمني في بغداد الى وزارة الداخلية؛ وقد نزفت سنوات بسبب تقاطع صلاحيات الداخلية وقيادة عمليات بغداد، وتنصل الثانية المسؤولة المباشرة عن أمن العاصمة.

أحدث المقالات