طالما سمعنا عن الخطوط الحُمر, التي كثرت في بلادنا بعد الاحتلال الأمريكي, إلا أن ما لمسناه من الواقع المأساوي, أن الخط الأحمر الوحيد, الذي لا يجوز تجاوزه, المسؤول وما يثرى به على حساب المواطن!
فالمرجعية عند بعض الساسة, هي خَطٌ احمرٌ إعلامياً فقط! فإذا تقاطعت وصاياها لهم, من أجل المصلحة العامة, أصبحوا كالمرآة يعكسون تصرفاتهم عليها! ناكرين جميل ما عمله العلماء للوطن! من خلال فتاوى التهدئة لحقن الدماء.
راتب الموظفين خط احمر, ولكنه كلام من أجل امتصاص غضب المواطن! من ضمن الخطوط الحمر, التي يحلو لبعض ساسة العراق التكلم عنها, لا لأجل الالتزام بها, بل كي يحصلوا على ما يبتغونه من صوتٍ, أثناء الانتخابات القادمة, فحساباتهم مستقبلية بعيدة المدى, ليحافظوا على ما استحوذوا عليه من امتيازات!
الموظف العراقي الذي قاسى من النظام الصدامي, قضى حياته الوظيفية, ما بين شظف العيش والعوز, مما أدى إلى انحراف بعضهم, نحو الرشوة والسرقة والاحتيال, رافقها تحلل أخلاقي ساد بعض العوائل, وكُنا نقول: إن ما كان يبتغيه النظام البائد, هو نشر الفساد على كل الصُعد, كي يلهي الشعب عن احتياجاته الأساسية.
سقط نظام دكتاتوري فاسد, فتنفس الموظف الصعداء, فقد تحسن الراتب الشهري, مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية, وتذبذب تجهيز البطاقة التموينية, إضافة إلى ارتفاع أسعار استئجار الدور, حيث أن نسبة الموظفين الذين لا يملكون عقاراً, تصل إلى أكثر 70%! في بلد أغلب أراضيه غير مسكونة! ومن الممكن إقامة مدن كاملة عليها.
الذي يزيد الطين بلة, أن هؤلاء الموظفين, أصبحت رواتبهم لا تكفيهم, فاخذوا إما البحث عن أعمال أخرى تعينهم! أو يلجؤوا إلى طرق الاحتيال على المال العام, بطرق شتى عجز إبليس عن التطرق إليها, تأسياً ببعض الساسة الفاسدين.
بقي أن نقول شكراً لساسة العراق, الذين يكملون مخطط هَدّامْ, بإفساد ما تبقى من الموظفين, فقطع الرواتب يعني أمرين, إما أنهم يقولون الموظف: تعلم كيف أن تأكل الحرام مثلنا, أو اترك العمل كي يستفيد آخذي الرِشا, لتعيين غيرك.
أنقصوا من رواتبكم يا ساسة العراق, فقد كبرت كروشكم, بما فيه الكفاية, ولا تنسوا دعاء المظلوم, فليس هناك حجاب بينه وبين الخالق, أو وفروا عيشة كريمة وسكنا للمواطن.
فالخط الأحمر سيتحول إلى جهنم حمراء, لا تبقي منكم ولا تّذّر أحدا.