9 أبريل، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

ساسة العراق ألا يكفي خراب

Facebook
Twitter
LinkedIn

يمر ابن العراق اليوم بأزمة  ثقة مع الطرف الأخر ، والمقصود بالأخر هو الطرف الحكومي ، بكل مكوناته الإسلامية والليبرالية والتي لا تعلم لها أيدلوجية أو فكر سوى إلغاء الأخر أو القتل ، وانعدام الثقة حصيلة لتراكمات من تصرفات من هم في سدة الحكم  بكل مفاصله ، من كذب وتراشق بدأ بين التيارات الشيعية فيما بينها بالاتهامات الصحيحة تارة وتارة  أخرى بالباطلة ، ثم تحولت هذه الملاحم بين المد والجزر مع الأطراف السنية ، واتهم السنة علانية جهارا نهارا الشيعة بالتبعية إلى إيران واتهم الشيعة السنة بالتبعية إلى السعودية وحلفائها ولكن لم يكن اتهامهم بالعلن بل كان خجولا وفي المجالس الخاصة ! لأن الطرف الشيعي لحد هذا اليوم لا يعرف متى يكون وقحا .

المتتبع لما يجري في العراق سيرى بوضوح إن الأكراد هم المستفيد الوحيد من الخلاف العربي الشيعي والعربي السني( والمقصود العربي في العراق حصرا)  ولمصلحة حسابات بين إيران والخليج العربي ولم تستفيد أي ( جهة سياسية عراقية عربية ) وبالتالي لم تستفيد أي ( جهة عراقية عربية شعبية ) من هذا التناحر ، بل الخسارة في الأخلاق والمبادئ والقيم شملت كافة الأطراف العربية الساكنة في العراق جنوبا وسطا وشمالا ، والحواضن الإرهابية في كافة المناطق باعت شرفها بالأدنى ، لتنفيذ أجندات خارجية واضحة الملامح للبصير ، وثمنها يدفع كل يوم من الخارج ماديا ومن الداخل معنويا ، و لا عزاء للثكالى .

والتراشق بالفساد الإداري والمالي بين الوزراء العرب  مستمر و الأيادي الخفية بدت واضحة لتوسيع الفجوة بينهم ، وفي خضم هذا الاقتتال بين العرب ، ترى الوزراء الأكراد سرقوا بما يكفي لبناء عراقين في آن واحد ولا يجرؤ احد على قول شيء ، والوزير الكردي عندما يجلس في أي وزارة يحتلها احتلالا تاما خارجيا داخليا ، وحتى إن اللغة العربية لا تسمعها في تلك الوزارة ، والعرب الشيعة والسنة خجلون من قول الحقيقة أو التعرض لهذا الموضوع ، لأن الأكراد يلعبون على الحبال وبوضوح لا يخفى على اللبيب ،  فأما أن نقول إن الساسة الأكراد أذكياء و الساسة العرب أغبياء ، أو نقول إن الساسة الأكراد وطنيتهم لدويلتهم تدفعهم لهذا ، و عمالة ساستنا تدفعهم  للقتال على الكرسي والمنصب وعدد من المقاعد الوزارية و الدرجات الوظيفية الأدنى .

وكل يوم ترى اقتتال بين الساسة السنة والشيعة على أمور من الممكن تجاوزها و أقول هذا ولا اقصد موضوع الدم العراقي فهذا شأن القضاء ، ولكن الساسة عندما يزجون أنفسهم فيه يجنون عليها  وعلى الشعب العراقي الويل والثبور ، وترى الأكراد  يقتنصون هذه الخلافات و يزيدون الوقود عليها ليحصدوا الناتج سنابل ملئا بأراضي جديدة  وحصص جديدة من كل ناتج العراق ثم يدخلون ليصالحوا الأطراف المتنازعة ومقابل هذا يحصلون على التنازل من جميع الأطراف  أو يوقعون على مواثيق من كل طرف على حده ..وما حقول شيخان النفطية في الموصل وسكوت عائلة النجيفي عنه , وتنازل القائمة العراقية عن خانقين للأكراد إلا دليل على ما قلنا !!!!

لقد  آن الأوان يا أخوان  للبداية من اليوم من نقطة الصفر وترك الماضي خلفنا ، و النظر لمستقبل العراق وأبناء العراق ، والقسم بعدم الغدر واللعب بالخفاء وكشف كل الاجتماعات القادمة مع الدول الخارجية فكلها أجنبية ، و أثبتت الأيام ، لا يحن على العراق غير ابن العراق ، والكل كاره وحاقد ولا يحب الخير لكم ولنا ( فلا تخدعكم الطائفية التي انتم فيها ) .

ومازال الشعب لا يميز بين شيعة وسنه فتعلموا يا ساسة العراق أن لا تميزوا في ما بينكم سوى ما يخص الوطن والوطنية ،  فان الأمور من البساطة أن تسير نحو الخراب والدمار ولكن ليس من السهل البناء والأعمار بل إن الدول لكي تبني وتتقدم تضع الخطط الطويلة الأمد  لا تقل عن خمس سنوات ، بينما الخراب لا يحتاج أكثر من تصريح لتتسارع الأمور وتسقط الضحايا وتخرب البلاد .

فهل من متعظ يقول اليوم نبدأ بيوم الحب والوئام وما كان فلا يكون مستقبلا ، وكما قال الشاعر العربي قديما .

من اليوم تاريخ المحبة بيننا … عفا الله عن ذاك الزمان الذي مضى

 والقلوب البيضاء الجديدة تعاهد الله أولا والنفس ثانيا والشعب ثالثا وتقول بسم الله ، ولنبني العراق ، عسى الله يرحمنا ويغفر لنا لما تسببت به السياسة من دماء ودمار .   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب