23 أبريل، 2024 10:53 ص
Search
Close this search box.

ساسة العراق، لو ادعيتم الاسلام … فعلى الاسلام السلام !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

داعش باسلوبها الدموي الفظيع، الذي اختزلت به كل حركات التطرف في العالم قديمها وحديثها، واحتوتها ضمن رايتها القذرة. 
حكمت على نفسها بالاعدام، بسبب تصرفاتها الوحشية هذه.
حيث دفعت بالجميع من اصحاب الضمائر الحية للوقوف بوجهها وقفة رجل واحد، وهم يرددون :
(ايها الداعشي الحقير، لا تتكلم باسم السماء، فالاسلام منك براء ).
وعند التامل في الشان العراقي، نجد بداهة مخاطبة المسؤول العراقي بنفس تلك  اللهجة، ومن دون اي تحفظ.
فهو ايضا يتاجر بانتمائه للاسلام، بعيدا عن المبادئ.
حيث ان مفاصل صنع القرار في الحكومة العراقية الحالية التي ينخرها الفساد، يكاد يحتكرها قادة الاسلام السياسي، وتحديدا الشيعة منهم، وعلى راسهم حزب الدعوة الاسلامية، بالاضافة الى تياري عمار الحكيم ومقتدى الصدر.
ومع ذلك، فالعراق من بعد سقوط صدام المقبور ولحد الان، نراه يسير من سئ الى اسوا، كنتيجة طبيعية لفساد اطراف العملية السياسية برمتهم.
هذا الامر يعرفه القاصي والداني، ولا يتطلب تحمل مشقة الغوص في وثائق ويكيليكس، ولا تسريبات اوراق بنما.
ولا حتى البحث عن ملفات فساد هؤلاء الاوغاد، وما اكثرها. 
مثل قصر قريطم الذي نوى نوري المالكي شراءه في بيروت. 
او عقار ابراهيم الجعفري المرقم ( Title number =  NGL698360 ) في ضواحي لندن. 
او عقار بهاء الاعرجي في مدينة الضباب ايضا، والمكون من ثلاث عمارات. 
فضلا عن قصور المقبور صدام، التي استولى عليها لصوص الخضراء غصبا للمال العام، كما هي الحال مع عمار الحكيم وهلم جرا.
بل اين تلك المليارات من الدولارات التي تبخرت على يد القائد الضرورة، والتي لا يعرف احد مصيرها لحد الان. 
او جولات التراخيص النفطية، صفقة الاسلحة والخوذ غير الصالحة والجيوش الفضائية و ….
ناهيك عن مسلسل الثغرات الامنية لعبور السيارات المفخخة التي تحصد ارواح الابرياء، كلما حان موسم تصفيات وتقسيم الكراسي المهمة بين حيتان الخيانة.
فضلا عن مجزرة سبايكر، وانتهاءا ببيع الموصل للدواعش و ….
كل هذا وغيره كثير، اغض الطرف عنه. 
واكتفي بملف واحد فقط لا غبار عليه، ولا يحتاج الى توثيق، فمخالفته للمروءة والذوق العام خير توثيق له.
الا وهو تلك الرواتب والامتيازات الشهرية الخيالية التي ارتضاها المسؤول العراقي لنفسه ظلما وعدوانا. 
والتي تكفي على اقل تقدير، لاعالة عشرات العوائل التي تتضور جوعا يوميا، وهي تقضي يومها القاسي متنقلة بين حاويات القمامة، بحثا عن شئ تسد به رمق الجوع الذي يهددها. 
لتعود مساءا منهكة، حافية القدمين، رثة الثياب الى اكواخها الطينية المتهرئة، مقابل قصور الطغيان تلك.
مع ان الجميع ينتمي الى نفس هذه الارض، وهذا الشعب.
فالفساد اذن فساد، والظلم ظلم.
سواء تجسد بسفك الدم على يد داعشي حقير، او انعكس بشكل اغتصاب للحقوق، على حساب الكرامة وعزة النفس، وذلك على يد سياسي ارعن احقر منه.
فالخطاب اعلاه، ينبغي ان يصاغ بهذا الشكل :
( ايها المسؤول العراقي، انت لص، كاذب، منافق، فاسق وفاسد، تسرق اللقمة من افواه الفقراء، فالاسلام منك براء ).
ختاما وختامه مسك، اتساءل :
متى سيبصق الشعب العراقي في وجه ساسته هؤلاء، وكل قادة الكتل والاحزاب ومن دون استثناء، ويدير لهم ظهره والى الابد. 
حتى لو ظهروا له بقدسية الملائكة والانبياء، وهم يحملون بيسارهم صكوك الغفران، وبيمينهم يحملون كل الكتب المقدسة المنزلة من السماء ؟!!….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب