لا يكون التلميذ أعلى من معلمه، ولكن من يكمل تهذيب نفسه سيكون مثل معلمه، ويقيناً هذا القول ينطبق على المعلم النبي (صلواته تعالى عليه وعلى أله) وتلميذه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فهما من نور واحد، وعلى يدهما أعلنت العدالة إنتصارها في زمن الأقنعة الزائفة، حيث ترتكب أبشع الجرائم بحق البشر والحجر، على أيدي الدمى المتوحشة القابعة، في أحضان الساسة المتسلطة على رقاب الشعوب المظلومة، خاصة مع غياب قمم الوعي، ورحيل الإعتدال عن عالم اليوم، إلا ما ندر.
يقول الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي البصير:(العراقيون ليسوا حشوداً من الناس، جمعتهم الظروف على ظهر باخرة كبيرة أسمها العراق، فكانوا مكونات كما يطيب للبعض تصويرهم الآن)، وبما أن لاعبون جدد قد ظهروا على صعيد السياسة العالمية، وعاثت في الأرض فساداً، وبالتالي درج أسم الموت على مسامعنا، وكأنه لن يستثني أحداً، لأن الفوضى الكونية التي أحدثتها داعش، بدولتها المزعومة على إسلامنا وعراقنا، جعلت العالم يعيش على شفا جرف هار، وكأن العراق لا يتسع إلا لشخص واحد، وبكاؤه لا يحتاج الى تفسير.
قد يكون غير القادر بطلاً قادراً بالإصرار والعزيمة، وهو يوظف ما يملكه من مؤهلات وملكات، تعطي مفهوما جديداً، لبعض الساسة عديمي الفائدة، عن معنى الوسطية والتسامح، الذي يوافق ذوق كل عصر ويلائم روح كل زمان، فقد تكتب بالطباشير وأصباغ الباستيل حياة جديدة، وقدرات إضافية متمكنة التغيير، عبر تأريخ طويل من طرق التصالح، والوئام والسكون، وهذا منهج الأحرار، الذين يسيرهم الإيمان نحو الخلود، بعيداً عن التباهي بإمتلاك ذخيرة فكرية، والتصرف وفقاً لإنفعالات طارئة، أو حالة إستفزازية نابعة من موقف ليس محسوباً.
العنف المستمر، والسقوط في التكرار يغلق طريق المصالحة، ويؤدي الى الضجر، الذي يجعل من السياسة كالبطاطا المسلوقة، فما الإعجاب والسخرية في عالم اليوم، إلا نقطتان متوهجتان تجعلان، من أكاذيب الأفلام الأمريكية المنتجة على حساب، نظرية دمقرطة الشعوب المغلوبة على أمرها، تحت مسميات الحرية الزائفة، جعلت ليل العراق وكأنه إسفنجة ثقيلة، محملة بالمآسي والويلات، حينها ستكون المكونات العراقية، قد أنهت حياتها ولا تنتظر من يسعفها، لأنه لن يكون هناك عراق معلوم، أو شعب معلوم قيدته الحياة، في هذه الحياة المفتوحة الواسعة.
تلاميذ الرسالة المحمدية العلوية السمحاء، من مدرسة الإمام الحكيم (رضوانه تعالى عليه) هي الأنموذج الأصيل في الوسطية، والإعتدال والرؤية الدقيقة المنسجمة مع الإسلام، فقد كانوا أبطال ثورة العشرين، ومن ثم فهم أبطال مقاومة الدكتاتورية، البعثية الدموية البائدة، وبعدها تواصل النهج الحكيمي المعتدل أثر سقوط الصنم، وبزغ فجر الحرية العنقاء وأمسى آل الحكيم تلاميذ الصمود، والإصرار على توحيد الصف والكلمة، لأنهم أبناء وطلبة الأستاذ الأول، والنبي المرسل، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم (عليهم الصلاة والسلام)، إنهم آل الحكيم، قلوب مطهرة، ونفوس معطرة.