تدفق مئات آلاف، من رجال ونساء وأطفال الأنبار؛ بأتجاه بغداد وجنوب ووسط العراق؛ إستكمالاً لمليوني نازح، هربوا من بطش داعش، ومشاهد الموت، ونيران تلتهم البيوت والأعراض.
تداخلت داعش بين مسامات التاريخ، وسلكت ثقوب منحرفة؛ وساقت بعض الأفراد للتطرف؛ حتى نزعوا الحقوق من أصحابها بالزناد.
توجه النازحون من موت يلاحقهم، وهربوا مذعورين، وخلفهم سياف يقطع الرؤوس، بحالة من الهلع، التي دعت الأم الى نسيان وليدها.
إرتاحت داعش وهي ترى النساء تُهان في الشوارع، ويموت الأطفال جوعاً، وثقبت طبول ساسة الفنادق والملاهي، وعلماء الفتنة والتطرف، بعدما ناغم هربهم من المعركة؛ الى ما تروم له عصابات التكفير، ويراهنوا على الدروع البشرية وزيادة أعباء الحكومة، ولم يتوقعوا؛ أستقبال العوائل، وفتح البيوت، والمسح على رؤوس الأطفال وردت العباءة على رأس الأنبارية.
النازحون أهلنا وأخوتنا وأبناء عمومتنا، ولا يمكن أن نتجاوز التاريخ، وإذا قسم البيت لا يمكن ان تُمنع العواطف، والعشيرة العراقية من الجنوب الى الشمال، لايمكن نكران الأنساب، وأن غدر ساستهم، وبعض من يدعون المشيخة العشائرية والدينية، وفسحوا هؤولاء؛ المجال لتعبئة الفكر الداعشي، والإعتراض على النظام السياسي، وكبروا لإطلاق سراح سجينة، ولم تتحرك غيرتهم على آلاف النساء المنتهكات، ومن قتل رجالهن أمام المارة، وفجرت بيوتهن؟!.
عجيب أمر ساسة يدعون تمثيل مناطقهم، ولا يرق قلبهم، أو تأخذهم غيرة على بكاء نازحة، فقدت أبناءها وبيتها ولا تعرف مستقبلها؟! ومازال بعضهم يبكي على المجرمين، ويسكت عن عصابة جاءت على فوهات البنادق، ورقاب الرجال وأعراض النساء، في مناطق ممزقة، يقتل الأخ أخيه، وقدمت أخوت وأمهات الذين ضخعوا، ودَلَّ على بنت العم والعشيرة؟!
أن التخندق خارج أسوار الوطن، جلب العار وبددت المصالح المشتركة، وإرتماء بأحضان الغرباء؛ دون تقدير لأهمية الحوار الوطني والمصير المشترك، ولم ينفع الإستقواء بداعش أو التظاهر أمام السفارة الامريكية، والذهاب للأردن، وترك الرؤوس تتطاير في ساحة المعركة.
لا يمكن القضاء على الأرهاب، بدون تكاتف الجهود، وإستثمار المحنة وفرصة الحوار، وترك سذاجة الفعل السياسي، التي أبتلى بها العراقيون، من تخرصات من لا يفقهون مصلحة شعبهم، وجعلوا الأبرياء ورقة للمتاجرة، ووقفوا كالمتفرج والمتشفي، الذي يُريد حصاد دوران رحى الحروب على الأجساد؟!
فشلت نظرية المراهنين على الحرب الطائفية، ونزحت العوائل بإتجاه أهل الجنوب والوسط، وتركت فنادق وفلل ساستها.
النازحون أبرياء من فعل الدواعش، وبعيدون عن ملوثات السياسة والأنا، وقد رفضوا المتجارة بالدماء، وليس لهم مصلحة بصراع صاروا حطب له، وقد سقطت نظريات من يجلس خارج الحدود، لأن الشرف على أبواب الخنادق، وإذا كنتم لا تأمنون على أغراضكم من الحشد الشعبي، فكيف أختار النازحون مناطق الوسط والجنوب، ورفضوا العيش تحت يد عصابة، تطرب على فض بكارة الحرائر.