23 ديسمبر، 2024 2:05 ص

ساسة احزاب وبرلمانيون في اسرائيل .. خلفياتٌ وأبعاد

ساسة احزاب وبرلمانيون في اسرائيل .. خلفياتٌ وأبعاد

منذ زيارة الرئيس الأمريكي ترامب الى قواته في قاعدة عين الأسد – غرب العراق , تتعدد وتستجد احداثٌ مصحوبةٌ بتصريحاتٍ نارية من هذا الطرف او ذاك , وكأنّ القاسم المشترك ” الأفتراضي ” الذي يجمع بينها هو جعل الساحة العراقية في حالة تشوّش سياسي – اعلامي , ولابدّ من هكذا تشوّشٍ او تشويش أنْ يخفي وراءه ما لم يظهر بعد .!

ولا ريب أنّ أحدث هذه الأحداث الحديثة هو خبر زيارة ثلاثة وفودٍ عراقية الى اسرائيل وبينهم اعضاء في مجلس النواب , حيث جرى ذلك لأكثر من مرّة في سنة 2018 المنصرمة , وكانت آخر تلكُنَّ الزيارات قبل فترةٍ وجيزة .. قطعاً لانبتغي هنا إعادة نشر ما منشور ” بهذا الصدد ” وامسى سريع الأنتشار في المواقع الإخبارية والألكترونية بجانب ما ذكرته ونقلته وسائل الإعلام الأجنبية والعربية , إنّما ولكنّما ما يشدّ الأنظار أنّ ردّ الفعل الرسمي العراقي يكاد يضحى معدوماً , بأستثناء موقف لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بالطلب الى وزارة الخارجية للتحقّق من ” دقّة ” هذا الموضوع , ويتّضح أنّ الموقف البرلماني هذا هشّاً في موضوعيته بالرغم من صدقيته البائنة حيث تبدو .! , فلا وزارة الخارجية ولا اية جهةٍ سواها بوسعها كشف أبعاد ودواخل ومضاعفات هذه المسألة الجديدة على الرأي العام العراقي , فعلى أقلّ تقديرٍ او أدنى منه , فماذا لو كانت زيارات تلك الوفود الحزبية والنيابية الى تل ابيب عبر ايّةِ دولةٍ اخرى مجاورة او غير مجاورة , ومن هناك تستلم جوازات سفرٍ اسرائيليةٍ ” خاصة ” من سفارة الكيان الصهيوني وتغادر بها او عبرها الى اسرائيل ثمّ تعود الى عاصمة الدولة التي وصولوا اليها اولاُ , وهذا ما معروف في لقاءات الساسة العرب – العملاء او شبه العملاء الى اسرائيل في منتصف القرن الماضي .. والى ذلك وغيره ايضاً فلمَ ولماذا ايضاً لم نسمع بأيّ ردود افعال رسمية او حزبية على وجه الخصوص لما ذكرته واوضحته القناة الفضائية الروسية RT قبل انتهاء سنة 2018 بأن القنوات الفضائية التابعة للأحزاب الأسلامية العراقية يجري بثّها من القمر الصناعي الأسرائيلي سواءً قمر ” عاموس او أفق ” .! , كما لسنا بصدد إعادة المنتشر حول اسباب تلك الزيارات العراقية حول سحب ميليشيات او قوات ايرانية مفترضة من الجنوب السوري مقابل وقف الضربات الجوية الأسرائيلية داخل الأراضي السورية , ولا حتى بالأفتراض الواقعي بأنّ تلك الزيارات الحزبية العراقية لتل ابيب كانت بتكليفٍ من طهران , ولعلّ الأمر اوسع وأبعد من ذلك , بل أكثر بعداً وعمقاً من زيارة ترامب الى العراق .!

ومن المفارقات ذات العلامة الفارقة .! أنّ وزارة الخارجية الأسرائيلية التي كشفت عن هذه الزيارات العراقية وعززت بعض تفاصيلها في الصفحات الألكترونية , فيبدو أنها استعانت بالمحلل الأسرائيلي المعروف ” أيدي كوهين ” لتنشر عبره عن أسماء خمسة من الساسة العراقيين الذين وصلوا تل ابيب وهم ” من الطائفة السنيّة ” واضافت لهم أسم النائبة عالية نصيف .! وقال كوهين أنه يتحفظ عن نشر اسماء اعضاء الوفود العراقية الأخرى خشيةً على حياتهم .! , ونستميح العذر بالقول أنّ شرّ البلية احياناً لا يقهقه ايضاً .!

” التتبيلة ” الإعلامية – الأسرائيلية الأخرى كانت فاشلة الإعداد والطبخ على ما يبدو , فقد ذكر الأسرائيليون المعنيون بأنّ الوفود العراقية زارت متحف ” ياد فاشيم ” للمحرقة اليهودية – هولوكوست – , وقد يكون ذلك صائباً , لكنهم اضافوا كذلك بأنّ تلك الوفود التقت واجتمعت بأكاديميين اسرائيليين ! , بينما لم يكن ضمن الحزبيين والنواب العراقيين أيّ اكاديمي , وحتى لو كان أحدٌ ما بضمنهم فهل كانت الزيارة لأغراض الفيزياء او الرياضيات او سواها .!