20 مايو، 2024 8:03 م
Search
Close this search box.

ساسةُ الدرجة الثالثة يتحدثون عسكريا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنّا قد كتبنا ” وما كتبنا ” , وكررّنا ما كتبنا , كما أنَّ بعض زملاء المهنة لمْ يألُ جهدا في التأكيدِ والتشديدِ على الضرورة القصوى لمنع اعضاء مجلس المحافظات او المحافظين ومَنْ لفّ لفّهم من التحدث والتصريح ” عبر القنوات الفضائية او وسائل الإعلام الأخرى ” عن تفاصيلِ ايّ هجومٍ < قبلَ أنْ يبدأ .! > لتحريرِ هذه المدينة او القضاء او المحافظة او غيرها , وإسهابهم وتماديهم في تحديد محاور الهجوم وكيفية الإحاطة والتطويق , وعمّا اذا ستبدأ العمليات العسكرية بقصفٍ مدفعي او هجومٍ صامت واحياناً تحديد الموعد التقريبي للشروع بالهجوم وما الى ذلك من تفاصيل يستفيد منها العدو الداعشي , ويُفقِد القوات العراقية عنصر المباغته والمبادأة ويُمكّن العدو من اتخاذ إجراءاتهِ القتالية المقابلة والإحتياط او التحوّط لأية مفاجآتٍ تواجهه بها القطعات العراقية .
إنّما بدا أنَّ كلّ ما كتبناه ونشرناه قد غدا وكأنَّ له مفعولٌ عكسي .! , فالسادةُ اولئك او بعضهم ” على الأقل ” قد تمادوا في غيّ التصريحات , وافتقدوا ما تبقّى لديهم من الشعور بالمسؤولية ” إذا ما وُجِدتْ اصلاً ” وتملّكتهم شهوة ورغبة الظهور أمام عدسات الكاميرا وشاشات القنوات الفضائية , وتبرّعوا وتطوّعوا أنْ يدسّوا أنوفهم في الشؤون الحربية التي لا علاقة لهم فيها من ايةِ مسافةٍ كانت .! , أمّا في الجانب المقابل فالدولة بدت وما انفكّت عاجزة عن منع هؤلاء من الإدلاء بأية معلوماتٍ عسكرية الى وسائل الإعلام , وهو اجراءٌ لا اجدهُ يسببُ احراجاً للسلطة او لأيٍّ من احزاب السلطة ايضا , والأغربُ من الغرابة هو صمتُ وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى تجاه كلّ ذلك .!
  وهنا , وأمامَ كلّ ما ذكرناه من عدم الإكتراث واللامبالاة وانعدام الحرص , ومن موقع الشعور بالمسؤولية في ” الإعلام ” نقترح على كابينة السيد العبادي والأجهزة ذات العلاقة أن تُصدر تعميماً مشدداً الى ادارات القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى لمنعهم رسمياً من اجراء اية مقابلة متلفزة او لقاءٍ صحفيٍّ يتعلّق بالشؤون الحربية مع امثال هؤلاء واولئك ! بغية الحفاظ على الأمن العسكري ولو بصيغة الحد الأدنى .!
  إنّما ولكنما , هل ستستجيب الدولة لمقترحنا هذا .؟ اشكُّ في ذلك كثيراً .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب