24 نوفمبر، 2024 11:06 ص
Search
Close this search box.

ساحة التحرير بات ميدانا للنقمة الشعبية …

ساحة التحرير بات ميدانا للنقمة الشعبية …

التظاهرات منه التي قامت بها السلطة خصوصا في الحكومة السابقة ولا استطاعت منع الجماهير ولا احتلاله من قبل مناصري الحكم في مناسبات عديدة واصبح مجرد الحضور فيه يوم الجمعة اعلانا لالنقمة على العملية السياسية بوضعها المزري الذي اوصل البلد الى مجموعة من الازمات الخانقة على كل الصعد مما دفع البلد الى حافة انهيار كبير شامل يهدد بفوضى عارمة واعادة البلد الى حل وحيد وهو عودة النظام الدكتاتوري ويعني بالضمن او بالعلن عودة الدمويين من البعثيين وانصارهم او من هو نظير لهم.هذا الوضع هو الذي دفع مجموعة من المثقفين ممن لا عمق شعبي لهم وان كانوا يمتلكون وعيا في التصدي للفساد رغم التناقضات فيما بينهم وبعض الامنيات المخفية لدى البعض في بلوغ السلطة والانضمام لجوقة المنتفعين من الحكم الحالي ولكن رغم هذا فان تصديهم للتظاهر كان مناسبة جيدة لتأجيج الغضب الشعبي بشكل منضبط وبطابع سلمي الا ان اخفاقهم في تعبئة الجماهير بشكل متواصل عرض طابعهم المدني والسلمي الى التلاشي الا انه لم يحمل هذا التلاشي لشعور الغضب بل العكس هو الصحيح اذ ان مشاعر الغضب استمرت في التزايد بل لعله بشكل مضاعف واكثر سرعة من السابق ومن هنا كان حضور الصدر الى التحرير هو اعادة تفعيل لهذا الغضب وليس قيادته. اذ ان الغضب ليس حكرا على انصار الصدرخاصة بل هو عام وما افرزته تظاهرة الصدر اليوم من رسائل ومعطيات وملاحظات كثير لعل اهمها1- قدرة الصدريين على التنظيم والتعبئة الشعبية واوصل رسالة واضحة بالقوة الانتخابية اذ ان كل الكتل السياسية بدات باستعدادتها مبكرا للانتخابات القادمة ومنهازيارة حسين الشهرستاني واركان قائمته الى السماوة بالامس والتي بدات باسوأ بداية ورغم ذلك فقد استمر الشهرستاني بالاعداد لحملته الانتخابية رغم الاستقبال المهين والتحرك الصدري اليوم في التحرير تقول بعض التحليلات المقبولة للغاية انه ليس ببعيد عن ذلك.
2- نأي الصدر بنفسه عن الاخفاق الحكومي والفساد الاداري والدخول في خيمة الاحتجاج الشعبي لتجنب الغضب الشعبي مع الانهيار المحتمل للعملية السياسية مع انتهاء شهر عسل الحكومة مع القوى السياسية التي صارت تصرح علنا وسرا للاطاحة بالحكومة الحالية وهذه الاطاحة لو حصلت ستدخل البلد في غيبوبة من الصعب جدا الاستفاقة منها وهذا الانتهاء البين لشهر العسل يعززه غمز الصدر لاصلاحات الحكومة الحالية بوصفها بالترقيعية.
3- شكل المتظاهرين المنضبط اليوم لا يرسم الصورة الحقيقية لطبيعتهم التي لو تحررت من هذا الانضباط فستشكل دوامة من الفوضى لعلها تكون قريبة لمشهد بغداد يوم التاسع من نيسان 2003 وهذا خطر حقيقي ينبغي الالتفات اليه بشكل جاد خصوصا مع التهديد بشعار هيهات منا الذلة في الاسابيع القادمة واختراق المنطقة الخضراء.
4- الا انه مما يؤخذ على السيد الصدر اليوم رغم خطبته الموجزة والمعتدلة والمنفتحة على الكل وكلها سمات ايجابية الا انه يؤخذ عليها هو اعلانه البراءة من اناس لا يزالون يحكمون باسمه وهذا الاعلان لا يعني شيئا ولا يمكن فهمه بنحو ايجابي ما لم يعززه بعزل هولاء الوزراء فورا وتسليم وزاراتهم الى رئيس الوزراء ورمي الكرة في ملعبه كما يقال اذا ان بقاءهم في مناصبهم سيعزز من فرضية ليست بعيدة وهي ان التظاهرة ليست الا ركوب موجة وفرض اجندة خاصة على خطة الاصلاح بما لا يمس حصة التيار.
الامل كل الامل وحتى تكون تظاهرة اليوم في الاتجاه الصحيح عنوانا ومضمونا ,ان لا يكون الفرض الاخير صحيحا وان يعلن وزراء التيار استقالتهم فورا ويقدموا انفسهم للقضاء والنزاهة ليثبت التيار انه تيار شعبي حقيقي لا يفرز شخصيات تجني ثمارا خاصة بها وحين تظهر حقيقتها يتروء منها بلا اجراء فعال وحينذاك لن يكون هناك من فرق بين التيار وغيره لو استمرت هذه الشخصيات المتهمة بالفساد او الفشل في مواقعها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات