23 ديسمبر، 2024 8:28 ص

ساحة إحتفالاتنا تظل شوكةً في عيونِ حكامنا

ساحة إحتفالاتنا تظل شوكةً في عيونِ حكامنا

لكم البشرى يا أهلنا في بغداد الذرى، فأن حكامنا حريصون على إحياء حضارتنا وهاهم يستلهمون مِن تأريخنا أسماً لصرحٍ معماري في عاصمتنا.

‘أكيتو’ يا أيها الأسم الآشوري لك فخرٌ أن أحياك حكامنا، فكلنا تصفحنا المراجع لنعرف معناك… أعذرنا لقد أرّقنا سباتك الأبدي بكثرة سؤالنا عنك، الا تعلم امراً؟ في عراقنا حكامنا حريصون على ‘إرضاء’ إيراننا، لأنها صارت جزءاً منا رغماً عنا، أكثر من إهتمامهم بإحياء حضارتنا.

لا تفرح يا اكيتو ولا يصيبك الزهو بأن أسمك أصبح يمثل صرحاً جميلاً، فأن من يحكمون في بلادي يعانون من داءٍ أعراضه بعضٌ من القشعريرة وفقدان التركيز والهذيان أن ذِكِر عِراقُ ‘يوم الأيام’: يوم النصر على إيران وفي تلك الساحة عمت إحتفالاتٌ كبرى وسادت في إرجاء البلاد لإيامٍ وأيام…

هل تعتقد إنهم سيرضون أن تظل تلك الساحة تذكرهم بتلك الأيام؟ بالطبع لا؟ فقلد حاروا في أمرهم! كيف يمحون تلك الذكريات! تارةً رفعوا خوذ قتلى إيرانهم من هناك وظلت الذكرى عالقةً في الأذهان… تسآئلوا ماذا نحن فاعلون! نريد محو ذكريات تلك الأيام!… بحثوا في ثنايا ماضي الزمان وصدفةً وجدوك يا اكيتو ولصقوا اسمك في ذلك المكان…

لك الحق أن تتعجب يا اكيتو وتقول مخاطبهم: ‘الا تعرفون معنى إسمي أيها الرُعاع؟ كيف تلصقونه في ذلك الصرح في بغداد وليس هنالك اي ربطٍ منطقي بيني وبين المكان!’ كن واثقاً يا اكيتو لو لم يجدوك، لأستعاروا بأي أسمٍ حتى لو كان اللات والعزى أو هُبل لينهوا ذلك الجَدل: نصرٌ ينبغي محوه بأي ثمن.

في بلادي حكامٌ يا اكيتو لم تشهدهم انت بتأريخ آشور وبابل وأكد، يمتلكون حدةً مِن ْالبلادة لدرجةٍ إنهم يظنون إن جاءوا بأسمٍ من هنا وهناك، فإنهم قد نجحوا في تغيير تأريخ البلاد… الم يفكروا ولو لوهلةٍ إن ذكرى الأجداد يُجسِدها الأحفاد وإن التأريخ يبقى حتى لو غيروا الأسماء؟ دماء مَنْ ضحوا مِنْ أجل العراق لن تجف بتصرفات هؤلاء الرُعاع… ستظل ساحة الإحتفالات تحكي قصة نصرٍ أبى أن يمحيه شرذمةٌ حاكمهم تهمته إنه كان مِنْ السُرّاق…