18 ديسمبر، 2024 9:06 م

كنت أظن هذه الجملة أو العبارة المشهورة أنّها مدح ٌ لكن لو تأملنا لوجدنا العبارة مضرة بصاحبها غير مفيدة لأنّ الوقت والزمن يجب ان يتوفر لا نخلفهُ ولا نسبقه ُ وكل شيء في وقته حسن وحلو !
ولهذا المعنى يقول أبو العتاهية:
مَن سابَقَ الدَهرَ كَبا كَبوَةً
لَم يَستَقِلها مِن خُطى الدَهرِ
فَاِخطُ مَعَ الدَهرِ عَلى ما خَطى
وَاجرِ مَعَ الدَهرِ كَما يَجري

والزمن أو الدهر هنا يشمل الولاة والحكام ، فلا تخالفهم وسايرهم !
لكنّ دوام الحال من المحال قد تكون المسايرة أو الوقوف مع الزمن ليست حسنة ولهذا يقول البهاء زهير :
سابِق زَمانَكَ خَوفاً مِن تَقَلُّبِهِ
فَكَم تَقَلَّبَتِ الأَيّامُ وَالدُوَلُ
ثم يأتي آخر ويقول لك كن وسطياً لا مع هذا وليس ضد ذاك كن في الوسط فالوسطية محمودة في كل شيء ويستدل من القرآن{ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً}
في تفسير القرآن الأوساطَ محميَّةٌ بالأطراف.
قالَ زهير:
هُمُ وسَطٌ تَرْضى الأنامُ بحُكْمِهِمْ
إذا نَزَلَتْ إحدى الليالي بمُعْظَمِ
لكنّ الوسط خسر الطرفين! وليس له سند ٌ يسنده
يقول أحمد شوقي:
هَذا زَمانٌ لا تَوَسُّطَ عِندَهُ
يَبغي المُغامِرُ عالِياً وَجَليلا
كُن سابِقاً فيهِ أَوِ اِبقَ بِمَعزِلٍ
لَيسَ التَوَسُّطُ لِلنُبوغِ سَبيلا
اذا اردت بلوغ ما تطمح إليه فكن سابقا ً أو منعزلا ً فليس التوسط للنبوغ مراداً و هدفاً..

مهما يكن من حال فأنّ التوفيق في كل شيء أمر متفاوت و مقسوم ، اجتهدنا أو تكاسلنا ، هناك اشياء مجهولة في الكون وهذه من أحد اسراره…