18 نوفمبر، 2024 1:39 ص
Search
Close this search box.

سائل قذر .. يتحول إلى سيل من المال؟

سائل قذر .. يتحول إلى سيل من المال؟

النفط سائل قذر، في كتابه الذي حمل عنوان :(الشاهنشاه)، يقول الباحث (ريزارد كابوشنسكيذو رائحة عفنة ويتطاير في الهواء ليسقط على الأرض سيلاً من المال؟!لكن هذا الوصف، وهو دقيق الى حد كبير، يتوقف عند عبارة (سيل من المال)، ولا يمضي أكثر فيتابع ما الذي يجلبه باً من هذه (القصة) هذا المال: النعمة أم النقمة؟ وفي الاجابة على ذلك من المفيد ان نروي جان، وفي ولاية بنسلفانيا الامريكية، 1859الطويلة لسائل النفط. وتقول المصادر ذات الصلة: عام كانوا يحفرون في بئر عميقة بحثاً عن مادة (الملح) وفجأة وعن طريق الخطأ، تدفق سائل أطلقوا عليه اسم (petrolum)، وتم تعريبها باسم يقابلها هو (النفط). ةالأزلي النار وانتشر خبر الاكتشاف (الصدفة) وعبر المحيط الأطلسي متوجهاً شرقاً وتلاقفوا الخبر، وشموا لقادمة من نصف الكرة الغربي وقرروا أمراً كان العراق بعض وجهتهم وفي العراق لم الرائحة امن كركوك يحفروا بحثاً عن الملح،بل كانت النار الأزلية تشتعل في حقول (بابا كركر) قريباً تشققت طبقات أرضية بفعل غاز يندفع بقوة إلى سطح الارض ونتيجة لمصدر حراري، احترق الغاز، وبقيت نار الاحتراق أزلية. حلّت بجوارها أقوام، نعمت بالدفء لكنها لم تفهم سرَّ هذه غاز النار ، فعبدتها!!. وجاء الأوربي وعرف السرَّ :إن النار تشتعل وتستمر بالاشتعال بفعلقادم من جوف الأرض، وهناك بحيرات واسعة عديدة من مادة اسمها (البترول) الرجل الأوربي لم يعبد هذه النار، بل حفر عميقاً وتدفق النفط وفرض الأوربي، بالسياسة حيناً، وبالسلاح حيناً، شمال اتفاقية اكتشاف واستخراج وتسويق النفط وفي وقت لاحق شمَّ هذا الاوربي نفس الرائحةالبصرة، وفعل بنفطها ما فعله بكركوك. 1934عام في ذلك نجح المستثمر الأجنبي (الأوربي) بتسويق النفط العراقي، واستلم العراق الملكي أول عائداته من النفط باونات ذهباً يسمونها (العملة الصعبة)، وحصلت تحولات كمية ونوعية في عديدة في كافة أنحاء العراق لكن العراقيين طالبوا بالمزيد وكانت الحياة العراقية مشاريع إعمارهتافات المتظاهرين: حصة شعبنا من النفط سبعين بالمية هذي الاراضي للشعب مو للحرامية . 1946وأضربَ عمال النفط في كاورباغي، واطلقت عليهم النار وسقط شهداء كان ذلك عام راق، تأسست منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) . )، وبمبادرة من الع10/9/1960وفي () وفي الأول من حزيران 80وتوالت الخطوات: أصدر العراق الجمهوري القانون النفطي رقم (، أعلن العراق تأميم صناعة النفط، وباشر بالاستثمار الوطني للنفط. وفي سنة 1972عام عائدات نفطية في سنة واحدة هي سنة ، بدأت اسعار النفط بالارتفاع واستلم العراق 1974

1934) سنة مجتمعة (من سنة 40، ما يُعادل كل ما استلمه من عائدات نفطية طوال (1974). وحلت معظم ، إن لم نقل جميع، البلدان المصدرة للنفط على عائدات 1974وحتى سنة انت الأرقام فلكية، ولم ضخمة: بالعملة الصعبة،عداً ونقداً. وأمتلأت الخزائن بالدولار والذهب كتعد (القاصات) وعقلية الحكام تتحمل هذه الأمطار الغزيرة من ثروة سريعة شكلت سيلاً جارفاً.. وكان (السلوك التبذيري والمغامر) لاولئك الحكام هو الوصف الملائم لمن استلموا وتصرفوا بالعائدات النفطية. ثروة تبعث على الكسل ول المصدرة للنفط، أن هذه المادة عرضة للنفاذ، طال الوقت أم قصر كما لم يدرك الحكام في الدأن النفط أصبح موضوعاً سياسياً، واسعاره تخضع للعامل السياسي من جهة ، وللعرض والطلب من جهة أخرى.. وهكذا بقي اقتصادنا معتمداً على العائدات النفطية بشكل أساسي. كان مدمر.. باختصار: كان الاقتصاد في معظم الدول المنتجة للنفط (العائد النفطي) مدعاة للكسل الأُحادياً ونامت تلك الدول على وسادات الارتفاع المتزايد لأسعار النفط الخام من جهة ، وعلى مؤشرات عدم وجود طاقة بديلة من جهة أخرى.. لكنها استيقظت لتجد الحقائق المرة: هبطت ر أولاً ونجح المستهلكون الصناعيون خاصة في إيجاد أسعار النفط الخام بشكل سريع وخطيمصادر اخرى كالنفط الصخري ثانياً.. وتوقفت ملياً عند تصريح لمسؤول مغربي جاء فيه: ان الحكومة المغربية تعمل على أن يكون الصيد البحري دعامة أساسية للاقتصاد المغربي وهذا ر ثروة مهمة موازية للثروة النفطية، وفي دليل منهج اقتصادي سليم. وفي العراق هناك مصادمقدمتها: السياحة عامة، والسياحة الدينية خاصة مع ما يتطلب ذلك من علاقات مستقرة مع دول الجوار. والأمثلة كثيرة فمتى نغادر (الاقتصاد الأحادي)، الى اقتصاد متنوع المصادر؟ نبقى نأمل.. ولا نيأس.

أحدث المقالات