لا نريدُ أن نجادلكم بالطريقة التي حصدتم بها الأصوات غير الشرعية ، فالعراقيون يعرفون ذلك وهم ليسوا أغبياء كما تتصورون ، وأنتم تعرفون ذلك أيضا . ولا نريدُ أن نحسدكم على تلك الأصوات لأنها لا تمثلُ رأي الشعب العراقي على الاطلاق ، ومن العار علينا أن نحسدكم على أصوات مسروقة مغتصبة . ولكن السؤال المطروح الى أين أنتم سائرون ، وبأي اتجاهٍ سيقودكم قائدُ الضرورة ، وجميعنا نعلم ونعرف أنكم لا حول ولا قوة لكم سوى الطاعة العمياء وتنفيذ ما تؤمرون به ، فحالكم كحال الرفاق أيام صدام حسين الذين كانوا ينادون بأعلى أصواتهم اذا قيلَ صدامُ قبلَ العراق . وأنتم هكذا لا رأيَ لكم ولا بصيرة وانما أمركم مرهون بما يقرره لكم سيدكم الكبير ، فان قال لكم أن الشمس ستشرقُ من الغرب ستقولون نعم وستبرّرون لقوله الكثير من المبررات حتى لو كانت خارج حدود العقل ، وان قال لكم سيدكم : أن فصول السنة خمس أو ست فصول وليست أربعة ، فسيكون جوابكم بلا تفكير أن الرأي رأي القائد ولا مجال للتشكيك . ولوْ جدلاً أعاد التاريخ لكم واقعة صفين الشهيرة ، فستحتكمون بحكم قائدكم وليس بحكم امامكم كما تدّعون . فهذا هو شأنكم وواقعكم الذي لا غبارَ عليه والجميع على معرفة به . ولهذا فأنتم لا تملكون القدرة على الاجابة على سؤالنا السابق الى أين أنتم سائرون ، لأنكم مجرّد أرقام لا قيمة لها في نظر قائدكم ، وان نسيتم فسأذكركم حين قال لكم قائدكم في احدى خطب الجمعة جهلة . الحلّ والربط بيد قائدكم وليس من حقكم مشاركته في الرأي أو الحوار ، وما عليكم سوى الرضوخ لأوامره وتوجيهاته المتغيرة باستمرار . وان لم تعرفوا الى أين أنتم سائرون ، سأقول لكم انتظروا المفاجئات الكثيرة التي ستصعقكم وستصعقنا في نفس الوقت ، وما أكثر المفاجئات القادمة . ربّما سيكون طريقكم نحو مملكة آل سعود لمعانقة ولي العهد المحبوب محمد بن سلمان وفسح المجال لهُ لرسم مستقبل العراق . أتعرفون من هو محمد بن سلمان أمْ أنكم تخجلون من الاجابة ؟ ولماذا هذا الخجلُ أيّها السائرون ؟ فمحمد بن سلمان رجلٌ شجاعٌ جرئ أعلن أنه سيقفُ الى جانب اسرائيل ضد العدوان السوري ، وقال أيضا : حان الوقتُ لكي نعترف بإسرائيل كدولة صديقة وليست عدوة ، وقال أيضا مخاطبا الرئيس الفلسطيني محمود عباس : عليك أن تقبل بالوضع الجديد بخصوص القدس عاصمة لإسرائيل وخلاف ذلك فانك لن تحصل على شيء . وربّما أنتم سائرون لدعم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا والسعودية ضدّ الشعب اليمني ، أوْ لمساندة ملك البحرين الشيخ حمد ضدّ تهديدات شعبه المتواصلة . أما على الصعيد الداخلي فأعتقدُ أن التهاني التي بعثها مسعود البارزاني وخميس الخنجر لقائدكم بمناسبة فوزكم في الانتخابات تعطي دلالات واضحة على الاتجاهات التي ستسيرون بها . وهل أيضا لا تعرفون من هو مسعود البارزاني أو خميس الخنجر ؟ أما الذين وقفوا معكم في جبهات القتال وقدموا الغالي والنفيس وقدّموا الشهداء والجرحى من أجل دحر داعش فهم أعاجمٌ غيرُ مرغوب بهم وعليهم الرحيل عن العراق . وربّما أنتم سائرون نحو الاصلاح والتغيير ، فكم هو جميلٌ أن يكون وزير التعليم العالي مثلا لا يملك حتى شهادة الابتدائية !!!! أو أن يكون وزير الداخلية مثلا شرطياً ، أوْ ، أوْ ….. وربّما ستكون طرقكم كثيرة ومتشعبة داخل العراق ، لأنكم سائرون والسائرون لا يتوقفون حتى لو كان مسيرهم على حساب قمع الحريات وذبح الأقلام من الوريد الى الوريد كما حصل قبل سنوات . وربّما ستكون خطاكم على أرض الوطن أشبهُ بالزلزال العنيف الذي سوف يدمرُ كلّ شيء . فالذي يناصركمُ ويؤيدكم عراقيّ ومؤمن بامتياز ، والذي يتعارض معكم حتى بالكلمة فهو فاجرٌ فاسقُ يجبُ اقامة الحدّ الشرعي عليه . فهل عرفتم الآن الى أين أنتم سائرون ؟