18 ديسمبر، 2024 11:24 م

سائرون نحو حكم الفاسدين ؟!

سائرون نحو حكم الفاسدين ؟!

ما ان تستمع الى السيد النائبة ماجدة التميمي حتى تشعر انك في بلد القانون والضوابط الادارية ، وتشعر بانك تعيش حالة من الانتعاش الفكي والروحي في بلد الامن والأمان، وكما سبقها الكثير من النواب الذين صدحوا بأصواتهم في محاربة الفساد وكل من تستمع إليه من نواب البرلمان او من مسؤولي الحكومة فان شعاره محاربة الفاسد وإنهاء الفاسدين من السيطرة على مقدرات الدولة ، ووفي نفس الوقت ينطلق التساؤل إذا كانت كل هذه الاصوات تنادي بحب الفساد أذن من هو الفاسد، يا ترى هل هو الشعب ومسؤولي الدولة عموماً يحاولون الاقتصاص منه ، والوقوف بوجه ؟!
السيدة النائبة ماجدة التميمي وفي تغريدة لها تعلن البدء بالحرب على الفاسدين في الحكومة وتتوعد كل من يسرق المال العام ، او يعمل على ابتزاز الناس ، وخصوصاً ممن ساهم في امتصاص دم هذا الشعب من خلال العقود المشبوهة وبناء المولات التي أكتشفها الصدر وسعى الى أيقاف زحف المافيات في تياره، وما أكتشف من مشاريع ضخمة تعود تحديداً الى تيار التميمي لا يمكن أن يتصورها العقل فياترى هل سعت السيدة النائبة الى البدء بالكشف عن هذه الملفات ، ومن يريد ان يحارب الفساد فليبدأ بنفسه !!
مدينة الصدر كما سماها البعض هي من المدن الخربة التي يعيش فيها بعض رموز التيار الصدري ونوابه ومسؤوليه ، ولكنها في نفس الوقت تعيش تحت خط الفقر والجهل والتخلف ، فياترى هل سعى يوماً السادة النواب من التيار الصدري الى إنقاذ مدينتهم من هذا الخراب ، وهل عمل (54) نائباً على القيام بحملات مكثفة من أجل تطوير المدينة واعمار شوارعها التي لا يمكن لأي انسان أن يسير فيها ، وان من يعمد الى دخول مدنية الصدر فعليه ان يحمل معه كل انواع المنبهات لكي يتعايش مع حجم التخريب والخراب الذي عاشته هذه المدينة والتي قدمت الضحايا في حروب النظام البائد ، الى جانب حروب الجهل والتخلف والتي لم تترك بيتاً الا وكانت فيه نائحة لمفقود او قتلته دبابة الامريكان او قتل بأيدي الغدر.
ختاماً …
من يسعى الى بناء وطنه، ومحاربة الفساد عليه ان يعلن براءته من الفاسدين ، وان يعلن انه بريء من أي ملوثات وسرقة للمال العام ، والسعي الجاد الواضح في بناء واعمار المدن المتضررة وفي مقدمتها مدينة الصدر والتي عانت ما عانت من التخريب والدمار ، الى جانب القيام ببرامج توعوية يتبناها الصدريون انفسهم في توعية وتثقيف مدينتهم لأنها لهم وهم منها، من خلال القياد بدورات شبابية بالتنسيق مع الامم المتحدة ، وتثقيف الجمهور وإعداد دورات خاصة بالنساء والاطفال وزرع روح الامل وبث الوعي فيهم وتنشيط العمل التربوي بدل ان يجد الطفل والفتى بديلا في الشارع بدل ان يكون على مقاعد الدراسة ، فلقد أثبتت الدراسات ان المدينة تعاني من التخلف والجهل بنسب كبيرة جداً إذ يلجأ الاطفال في سن مبكرة من الهروب من المدرسة واللجوء الى العمل الحر ، وفي بعض الاحيان دون علم أهلهم ما يجعل هذا الطفل ينمو في بيئة غير نظيفة ، وينمو على ثقافة (الشراسة) خصوصاً وان الفترة الطائفية التي مرت على البلاد نمى فيها جيل قاسي لايملك لا الكره والحقد ولغة الانتقام ، ما يجعل الاهتمام بهذه الشريحة المهمة امراً لابد منه ، الى جانب بناء مراكز الترفيه والنوادي على ان لا تتحول الى مرتع لشرب (النرجيلة ) وحبوب الهلوسة والتشبه بالنساء (المخنث) وإعداد جيل جديد قادر على قيادة المجتمع احسن قيادة ، وبث روح حب الوطن فيهم ، وان يكونوا عوناً لمدينتهم لا فرعوناً عليها .
كما ينبغي على السادة النواب (الصدريون) ان يكونوا على قدر المسؤولية في التعاطي الايجابي مع دعوات الصدر في الحرب ضد الفساد والفاسدين ، والنأي بنفسهم عن الشبهات وحفر عقود الفساد ، وان يكونوا عوناً لبلدهم والنهوض به، والالتزام بتوجيهات الصدر في هذا الجانب .