7 أبريل، 2024 5:56 م
Search
Close this search box.

سائرون ليست العراقية .. و الاصلاح قد يكتسح المحافظات …

Facebook
Twitter
LinkedIn

سيناريو انتخابات العام 2010 البرلمانية عندما حصلت القائمة العراقية آنذاك بقيادة علاوي على عدد المقاعد البرلمانية الاكبر في مجلس النواب العراقي والتي اختلف فيما بعد على تفسير ماهية الكتلة الاكبر , فجاء الرد من الاتحادية ان المقصود بها هي التي تتشكل بعد اعلان النتائج لا قبلها , ذهبت احلام الدكتور علاوي و من معه ادراج الرياح و ما عاد لقائمته من وجود , فالمعظم منهم قد ترك العراقية و اصبح لاهثا خلف مصالحه الشخصية فما بقي غير زعيمها متزعما على بضع نفر !

ان هذا السيناريو كاد ان يتكرر من جديد في انتخابات العام 2018 عندما فازت سائرون بالعدد الاكبر من المقاعد , ذلك اعتمادا على تفسير المحكمة الاتحادية حول موضوعة الكتلة الاكبر و التي لا تقيم وزنا للكتلة التي تفوز بالانتخابات كما حدث مع العراقية .

التفسير لم يقض على سائرون و لم يشتت جمعها , على العكس تماما مما حدث مع علاوي وقتها , بل جعلها المحور الذي تدور حوله الكتل و المرتكز الذي من دونه تسقط العملية السياسية برمتها , ان قدرة زعيمها المتمثل بالسيد مقتدى الصدر على التفاوض بقدرة عالية و امتلاكها لقاعدة شعبية لا يشابهها احد في ذلك من شيء , بالاضافة الى الهدف الوطني الذي جعلهم منصهرين في هذا التكتل على الرغم من ان الايديولوجيا التي يحملها كل طرف منهم , هو على النقيض تماما من الطرف الاخر , و هذا الذي راهن عليه الغير بفشل هذه التجربة فكان رهانهم خاسرا و سيبقى .

صلابة و صلادة سائرون بهذا الشكل المختلف عن كل المنافسين , جعلها اول من تدعو الى تشكيل تحالف وطني اشمل يضم كل الاطياف و المكونات و المذاهب و القوميات فكان الاصلاح وليدا شرعيا , هي اول تجربة عابرة لمفهوم المحاصصة و قضت على عقلية تشكيل كتل طائفية .

خطوة الاصلاح التي اصابت هكذا كانتونات طائفية بمقتل , سرعان ما اخذت زمام المبادرة بخطوة ابوية جامعة وبدل الوصول الى حد كسر العظم مع البناء , كانت طاولة الحوار هي الطريق للوصول بتوافق على تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة , لكن وفقا لاشتراطات تلزم عبد المهدي و البناء في آن الوقت على السير وفقها , و من اهمها عدم استيزار اي شخصية تصدت للمناصب التنفيذية العليا , و اتاحة الفرحة له كي يختار من يراه مناسبا .

لا احد ينكر ان في هذه الحكومة وزراء غير مؤهلين للاستيزار مطلقا , لكن رغم ذلك فهذا افضل ما يمكن الوصول اليه في هذه المرحلة , و لولا ان قام الاصلاح بالضغط على الطرف الاخر و اجبره على التنازل و تبديل مرشحيه لكانت الحكومة الان مكونة في معظمها من وزراء غير قادرين على ادارة مدرسة و ليس قيادة وزارة , هذا ليس تهويلا بقدر ما هو واقعا عايشناه في الحكومات السابقة .

هذا التغير التدريجي نحو الافضل ولو بشكل طفيف , من خلال وجود وزراء مهنيين و كفؤين سيكون مدعاة للتقدم رويدا رويدا , خاصة ان الحكومة المتمثلة برأس هرمها لا يمتلك كتلة برلمانية لذلك هو بعيد كل البعد عن حساب التجاذبات السياسية و ما يحصل في البرلمان من صراعات , لذلك عليه توجيه كل قدراته و طاقاته نحو تقديم افضل الخدمات للشعب و القضاء على كل المشاكل التي يعاني منها المجتمع , و ما خطوة تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد الا بادرة الخير الاولى , رئيس الوزراء الحالي هو ليس رجل سياسة بقدر ما هو رجل ادارة , جاء به التوافق ليؤدي مهمة اصلاح ما افسدته السياسة .

هذه الخطوات التي قامت بها سائرون ابتداءا من تشكيل كتلة وطنية و ليس انتهاءا بوقوفها ضد املاءات الدول و ضغوطاتها التي تدفع باستيزار شخصيات تابعة لها و منفذة لمخططاتها , بقبالة انتهاء وهج شعارات القضاء على داعش التي اعتمد عليها البناء في الترويج لانتخابه , و تحالفه مع خنجر الغدر و الخيانة الداعم الاول لداعش , ناهيك عن فخرهم بالتبعية للدول , اضافة الى امكانية فرط عقد هذا التحالف الهش قريبا .

تجعلنا نرى ان الاصلاح بالتقادم سيكون مؤثر اكثر و ثقله اكبر لانه يتماهى مع تطلعات الشعب و رغباته , و لعل من ابرز المؤشرات التي ستؤكد ذلك , هي الانتخابات المحلية المزمع اجراؤها في تشرين الثاني من العام الحالي , فوفقا للتعديل الذي اقره مجلس النواب السابق و الذي يتضمن تخفيض عدد المقاعد المحلية الى اقل من النصف في كل محافظة , هذا يعني انهم سيحصدون العدد الاكبر من المقاعد المحلية في معظم المحافظات و يستطيعون في ظل هذا التخفيض تشكيل الحكومات المحلية بالاغلبية دون الحاجة للطرف الاخر .

ان سيطرة الاصلاح على معظم مجالس المحافظات تنفيذيا و تشريعيا , و التزامها بالنهج الاصلاحي و العمل على تقديم الخدمات فعليا بعيدا عن الشعارات , يجعل انتخابات العام 2022 البرلمانية , اقرب في نتائجها الى الاصلاح و بذلك من الممكن جدا حينها الوصول الفعلي الى تطبيق الديمقراطية بشكلها الصحيح و هو حكم الاغلبية , الاغلبية الوطنية التي تضع مصلحة الدولة ” شعبا و اقليما ” في اولى اولوياتها , و يتم القضاء نهائيا على مفاهيم المحاصصة و التكتلات الطائفية , هذا ان لم يأتنا جيل اخر من الارهاب !!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب