تتحدت الجهات المعنية الرسمية بفخر كبير عن النجاح الذي تحقق خلال الزيارة الاربعينية هذا العام ،ولعل ذلك النجاح يدعو للفخر وربما التباهي ،ما يفهم من البيانات الكثيرة ينبغي التوقف عنده حيث لا يمكن بأي حال من الاحوال ،الرضا بما تحقق ولا يمكن ايضا حساب النجاحات لأي جهة مهما قدمت من جهد ،لان ما تحقق هو نتاج جهد جماعي ،الفاعل الاكبر فيه هو عموم الجمهور الحسيني ،كما لا ينفع التغاضي عن الخاص على حساب العام وللايضاح ينبغي الالتفات الاتي وتنبيه الحكومة ومؤسساتها للاتي:
– الزيارة ليست فعالية حكومية بل عقائدية جماهيرية وعلى الحكومة واجب ومسؤولية ينبغي ادائها بتفاني.
– الثقل الاكبر والاساس في تنظيم هذه الفعالية وديمومتها ،يقع على الجماهير وبتنظيم ذاتي يفوق الامكانيات الحكومية .
– اجراءات الحكومة في بعض جوانبها ،شابها الخطأ والضعف على مستوى الخطط والبرامج والاليات .
– حالة التعاون قائمة وهي طوعية ولا يجوز تجيير النجاح بالطريقة التي توحي بالتفضل اكرر تقديم الخدمة واجب ،والاخفاق في بعض الجوانب يستوجب العلاج بعد المراجعة والتقييم .
اما فيما يرتبط بهذا الجانب من الموقف الحكومي ينبغي التقييم سيما بعد مرور وقت طويل على اقامة هذه الفعالية دوريا وعلى سبيل المثال لا الحصر يجب مراجعة الاتي :
– مراعاة توقيت الزيارة كل عام واجوائها وكل مايرافقها من فعاليات حكومية يجب ان تكون اكثر احكاما و مدروسة بشكل كاف واكثر سلاسة.
– مراجعة الخطط المرتبطة باللجان العليا المشكلة فلا معنى للتنظيم الذي يرافقه التعقيد في الاجراءات ولا نرى ضرورات لأن يسير الزائرين عند عودتهم مسافات تصل ل 10 كيلو مترات في اقل تقدير للحصول على وسيلة نقل تقلهم لمدنهم ومحافظاتهم.
– دراسة تخصيص طرق ( للمركبات الناقلة فقط ) في الشوارع القريبة وبمسافات معقولة تستوعب حالة الزحام وتقلل معاناة الزائرين .
– دراسة انشاء مرآب مؤقتة ومخدومة خلال فترة الزيارة وتوسيعها وتخصيصها ضمن محاور معتمدة للخروج من مدينة كربلاء وبطرق مفهومة لا عشوائية.
– التفكير باستحداث هيئة عليا دائمة لزيارة الاربعين توحد الجهد الخدمي والامني واللوجستي والاعلامي ينحصر عملها طوال العام على وضع اليات وبرامج تطوير ومشاريع لتنظيم هذه المناسبة.
ختاما كل جهد هو موضع تقدير مع تقييم حقيقي و واقعي يستدعيه الحال
واذا كانت هناك اشادة حقيقية وعلامة فارقة يمكن اعتبارها مؤشر للتطور والتنظيم فهو ذلك الانتشار الامني المهيب لكل القطعات الامنية المشاركة خصوصا لابناء الحشد الشعبي وما اظهروه من انضباط عال وجهد وفير لاحظه جميع الزائرين ،بمختلف قواطع المسؤولية خلال مشاركتهم بهذه الزيارة .
اما الاهم فهو توجيه كلمات الشكر والعرفان والدعوات الصادقة، لكل خدام الامام الحسين عليه السلام ،من مواكب وهيئات ومواطنين ،شكراً يتناسب مع ما بذلوا من وقت ومال وجهد ،لانجاح هذه الزيارة وهو واجب يفرضه نبل موقفهم وجهدهم المشرف ،مع شكر خاص لاهالي ومؤسسات ومسؤولي محافظة كربلاء المقدسة ، مقرونة بالتمنيات ان تحذوا الجهات المعنية الرسمية الساندة حذوهم ،في خدمة الزائرين والتخفيف عنهم فعلا وقولا ، لنصل بالتنظيم لدرجات اعلى واكثر فاعلية.
و الحسين من وراء القصد .