23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

انتهت مهمة الإختطاف وعادت هيلا ميفيس إلى ديارها، وأثارت وراءها قصة من التساؤلات والإجابات وكذلك الغموض حول ماهية خطفها، نستطيع أن نختزلها في مجموعة نقاط :
لماذا اختُطفت الناشطة الألمانية؟ من وراء عملية خطفها؟ كيف تحررت في أيام قصيرة؟ هل لعملية اختطافها وتحريرها تدخل سياسي؟ هل الحكومة العراقية على علم بهوية الجهة المختطفة ؟ واذا كان الأمن العراقي ذو حس أمني ذكي وعالي.. هل يعاني من التقصير بشأن الشباب العراقيين المغيبين قسراً؟
هذه بعض الإستفاهمات التي رُميت حينها في صفحات المدونين وجاءت من لسان المحللين السياسيين والأمنيين والناشطين المدنيين بعد تحرير الناشطة هيلا منذ اختطافها لمدة أربعة أيام فقط، في حين لايوجد أثر لبعض الناشطين العراقيين الذين لازالوا داخل أسوار المصير المجهول.. وهذا ما حفَّز بعضهم على حث الجهات العراقية الأمنية المسؤولة أن تدلي بتصريحات واضحة وصريحة لدى الرأي العام بشأن تفاصيل الحادثة ، ووضع حد لأكوام القال والقيل عن تلك المجاميع المسلحة والمدرعة ذات السيارات الضخمة التي تختطف بجرأة دون أي مبالاة لسلطة البلاد أو زعزعة أمنها، وإنتهاك حقوق مواطنيها وضيوفها!.
لابد أن نشيد بدور القوات الأمنية العراقية على جهدها المتسارع من أجل انقاذ المواطنة الألمانية دون المساس بها أو بحياتها، بالرغم من عدم فك الشفرات التي تُكمل للمراقب العراقي خريطة المعرفة إلى أسرار عمليتي الإختطاف والتحرير .
تلك الحادثة..مثل قصة قصيرة تحمل لغزاً ومعنى بنكهة بوليسية… قوى خاطفة غليظة، تحركات شفافة، أسلحة فتاكة وتصريحات مقتضبة .
التصريحات هي الخاتمة.. لامزيد من الكلام أو الدلائل، كأنها تكبح القيل والقال، هذا ماورد عن المسؤول الإعلامي في الجيش العراقي العميد يحيى رسول وقتها في خروجه للمجتمع الدولي والمحلي بتصريح ضيق: “القوات الأمنية العراقية تحرر هيلا ميفيس” .
والسؤال الشائع الذي طُرح كثيراً ترى ماهو سبب تحجيم الحكومة العراقية لهذه القضية، ماهو مصير المختطفين الآخرين وكذلك المهددين بالإختطاف والقتل، وماهي الإجراءات الحقيقية للدولة العراقية بحق الجهة المعتدية؟
أخيراً تلك الحادثة قد يكون لها مقصد سياسي بهدف التأثير على مسيرة حكومة السيد مصطفى الكاظمي و انتهاك السيادة والأمن وفرض السلطة المنفردة ، أياً كان.. فالأمل من الحكومة العراقية أن تكون قوية ورشيدة في مراعاة أمر المواطنين العراقيين المختطفين والرأفة بذويهم من فرط سيطرة ونفوذ واستبداد تلك الجهة أو غيرها التي صنعت تحدياً أمنياً يتفشى أكثر فأكثر .