لقاء جمعهما معاً في الأول من شهر آذار الماضي 2016.
قال له:علمنا بسفراتكم المتكررة الى مدينة النجف، وهي خطوة جيدة، ولكن من شأنها ان تسبب ضجة سياسية، وشعبية كبيرة إذا أنتشر نبأ هذه الزيارات!رد عليه قائلاً:صحيح سعادة السفير أنا لست شيعياً، ولكن لا تنسى والدتي شيعية، وبالتالي فهذا يسهل عليّ القول بأن توجهي للنجف كان بهدف الزيارة، أجابه السفير:مستر… لا تستعجل الأمور، فهذا العراق لا يبقى فيه سر، وقتلكم الشيخ النمر زاد في غضب العراقيين منكم.
هذا لقاء وحوار، من تقرير نقله”راديو أوستن”عن مصادر أستخبارات غربية، ونقلته عنه وكالة تسنيم الدولية للأنباء، في 8/3/2016، بين السفير السعودي”السبهان”، وبين سفير دولة غربية في العراق، لم يتم الكشف عن هويته.
خمسة وعشرون سنة من القطيعة بين العراق والسعودية، ولم يكن للدولة السعودية، أي موقف ايجابي أتجاه العراق، حتى بعد سقوط النظام الصدامي، الذي كان سبب هذه القطيعة، فالسعودية لم تؤيد النظام العراقي الجديد برمّته، لم تؤيد مجلس الحكم، ولم تؤيد الحكومة الأنتقالية، ولم تؤيد الأنتخابات، ولم تؤيد الدستور، فكانت مواقفها سلبية الى الآن مع العراق.
ما الذي حدى بالنظام السعودي لفتح سفارة في العراق، بعد طول الانقطاع، مع العلم ان الملك عبدالله كان أكثر اعتدالا من الملك سلمان ؟
التقرير الذي نقله”راديو اوستن” عن مصادر استخبارات غربية، يجيبنا عن ذلك في عدة نقاط مهمة.
النقطة الأولى:ان السفارة السعودية، عبارة عن نشاط مكثف لجهاز مخابرات سعودي، وبتحويل مالي كبير، يستهدف تفكيك التحالف الشيعي الوطني في العراق، عبر إثارة النزاعات بين قادته، ويلعب السفير السعودي”السبهان” فيه دور كبير. النقطة الثانية:كسب صداقات رؤساء عشائر شيعية في الجنوب والوسط، من خلال وسطاء عراقيين بعضهم يعمل في تكتل أياد علاوي.
النقطة الثالثة:كسب كتاب وإعلاميون شيعة، للعمل على تحسين سمعة السعودية لدى الشيعة.
النقطة الرابعة:غرفة عمليات سعودية الكترونية لإيقاع الفتنة في العراق.
هذه أهم النقاط في التقرير، وفعلا قام السبهان فيها بدوره كما ينبغي، فقد اكد التقرير عن مصادر استخبارية غربية، زيارة السبهان لمدينة النجف 6 مرات، اثنين منها بعلم وزارة الخارجية العراقية، وأربعة سرية دون أطلاع الوزارة عليها، خالف فيها الضوابط الدبلوماسية، وقد اتصل بشخصيات شيعية، وتباحث معها بشأن القلق السعودي من وجود استشاريين عسكريين من حرس الثورة في العراق، وتقديمها السلاح والدعم للحشد الشعبي، قال التقرير بالفعل انه نجح في عقد جلساته معهم.
من هذه الشخصيات، طرف شيعي مهم، قالت عنه بعض المصادر العراقية، انه السيد مقتدى الصدر، وبعد لقاءه بالسيد مقتدى، اعلن هذا الاخير، الخروج بمظاهرات، والاعتصامات، ودخول البرلمان، وهتافاتهم ضد ايران. مصادر أمنية عراقية، أضافت أيضاً، ان سفير السعودية، يخطط الى عملية تخريبية داخل العراق، وان السفارة السعودية، أنشئت غرفة عمليات الكترونية للتخريب، اطلق عليها”الحريق”،تهدف الى ايقاع الفتنة بين شيعة العراق، وبين حزب الله لبنان وأيران. الخطة تعتمد على انشاء صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تضع شعارات توحي بأنتماءها الى أيران، تقوم بشتم السيد مقتدى الصدر، وكذلك العكس.
ثم اخذت هذه الصفحات تروج الأتهامات، بأن ايران وحزب الله يريدون أغتيال السيد الصدر، حتى ان قناة العربية، في تقرير على نشرة الأخبار، يقول: ان حزب الله وايران يحاولون اغتيال مقتدى الصدر،حسب ما نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء.
كتب السبهان على صفحته الشخصية في فيسبوك منسوراً، نقلته”سكاي برس”عنه:اني قلتها سابقاً واقولها الآن، ان السيد مقتدى الصدر هو الرجل الأول في حل الأزمات، والمحافظة على وحدة الصف العراقي.
نشر السبهان أيضاً منشورا في 27 شباط 2016، قال فيه:ان السيد مقتدى الصدر هو الرجل الوحيد الذي يستطيع الذهاب بالعراق الى بر الأمان، وقد أثبت فيما مضى انه غير موالي لإيران التي لا تريد للعراق خيراً.
السبهان كذلك تهجم على الحشد الشعبي. بشكل مفاجئ ومتكرر، وكذلك وزير خارجيتها صدرت منه بعض التصريحات المعادية. السعودية تقوم بدور خطير، ولعبة خبيثة لضرب المكون الشيعي، بعد تمهيد الأمور سياسياً وإعلامياً، وبعد تهيئة الأجواء المناسبة من خلق البغضاء والشحناء، والنزاعات بين التحالف الوطني الشيعي.
السؤال الذي قيّمناه بمليون دولار في العنوان، لشدة وبالغ أهميته، وهو:ماذا لو أقدمت السعودية على أغتيال مقتدى الصدر ؟ حمى الله العراق وأهله، وأبعد عنهم مهلكات الفتن.