اليوم ونحن نعيش اجواء مابعد التغيير 2003 لابد لنا من وضع العراق في مكانه الصحيح الذي هو فيه بلا مخاتلة وكذب وتدليس ,فكل الظروف التي احاطت بالعراق خلال هذه الفترة اثبتت ان العراق لايمكن له العيش والتعايش مع واقع يختلف عما عاشه فترات طويله من عمره السياسي ,فالدولة العراقية بعموم وصفها وصفت بانها دولة الحاكم المطاع الذي يقول وينفذ قوله منذ ولاية بني العباس انتهاءا بالحكم الشمولي للبعث الفاشي لذلك وجدنا اختلاف الجو العام علينا بمجيء مجاميع من الاحزاب والمكونات التي حاولت ترسيخ ان العراق في طريقه للتحول الى الدولة المدنية الديمقراطية واثبات ان العراقيين لديهم الحق في رسم جوهر الحكم وشكله وان العراقيين فقط من حقهم حكم نفسهم كما في تعريف الديمقراطية ,وقد حاولت هذه الاحزاب والمكونات جرنا نحن والعالم الى الاعتقاد بان عصور الدكتاتورية في العراق قد انتهت وان صفحة جديدة من الحياة السياسية تشرق علينا وفيها نتنفس الامل في بناء عراق قوي يلعب دوره في الحياة الانسانية ويسهم بشكل جاد في اعطاء الحياة معنى جديد متقدم انسانيا ,ونحن بعطشنا للخير ورجاءنا في الخلاص من الظلم الذي عانيناه خلال الفترات السابقة صدقنا ماحدث وماقاله الساسة الجدد وتبعناهم بلا وعي يؤشر الخطى ويستلهم الدروس من تجارب الماضي فكان ان انقلب كل شيء راسا على عقب وطبعا هذا له اسبابه اهمها هو وجود قسم من الناس ممن لايريدوا التغيير ولابد من وجود النظام السابق لانه بغيابه سيغيبون وتضيع امتيازاتهم ومصالحهم المستحصلة نتيجة وجود النظام السابق وكذلك وجود دول اقليمية كانت مزدهرة بوجود ذلك النظام اذن هي بطبيعة الحال لاتقبل بالتغيير وتحاول ايجاد الازمات والمشاكل لايقاف عملية البناء في جو هادىء امن ,اذن وجود الازمات وحالة الضعف والوهن التي تعاني منها الحكومة كذلك درجة الهشاشة الموجودة في الجسد العراقي السياسي دفع كل الاطراف المستفيدة من وجود المشاكل الى السير قدما باثارة الازمات ومحاولة ايقاف عجلة التقدم وحتى لو اضطروا الى التحالف مع الشيطان المهم لديهم فشل التجربة ,
اذن هنا لانستطيع القول اننا نمر بحالة ديمقراطية من الحكم برغم الممارسة الانتخابية الدورية ومحاولة رسم الامور على انها طبيعية ,هذا الامر اثار الناس وجعلهم يتخندقون وراء الانتماءات التي ابتعدت في شكلها عن شكل المواطنة والذي يعتبر اهم الركائز التي يجب الاعتماد عليها في انتخاب الناس وموالاتهم للوطن ,هنا نقول هل اننا في العراق نسير بطريق الديمقراطية ام ماذا ؟نعم نحن نحاول السير في طريق الديمقراطية ولكن الذي يعرقلنا امران مهمان اولهما الانتماء لغير الوطن وانما لجزئيات منه والثاني هو عدم اعتماد مبدا المسامحة بين جميع الاطراف الامر الذي زاد من عملية الاحتقان بكل اشكاله والخوف غير المبرر بين الجميع وفقدان الثقة المطلوبة لانجاح كل عمل فكل يظن بالاخر السوء ويعتبر كل مايقوم به الاخر هو بالضد منه حتى ولو كان صالح النوايا والقصد ,اذن الامر يحتاج الى ماذا لينجح ؟هنا اقول يحتاج الامر منا جميعا ان نترسم خطى وهدى الصالحين ممن سبقونا وفرشوا لنا طريق البناء والحكم باصوله وهنا اقصد طريق النبوة الشريفة التي ضحت بكل امكاناتها لرفع مستوى الانسان فكريا ومعيشيا وحياتيا كذلك قراءة تاريخ الامم والاستفادة من الصالح منها لاننا في تاريخنا السياسي وباكثر من الف عام لاتوجد تجربة ناجحة تخدم اللهم الا تجربة الملك غازي ومن بعده بشكل بسيط الملك فيصل وهذه لانه نجحت في لم شتات الشعب اقبرت وقتل الجميع فيها ,ان القفز على الواقع وادعاء مليس عندنا هو تزييف وتغيير للحقائق وخداع للناس يجب طرح الامور كما هي وعلى علاتها ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لنكون صادقين مع انفسنا واجيالنا كي لايقعوا في نفس الخطا الذي وقعنا فيه .