لا شيء جديداً في بلدي ( العراق ) لان الأخبار عن جميع مدن المعمورة هي تكرار دائم عن الاقتتال وسفك الدماء والتفجيرات والتهجير والاختطاف الاغتيالات , قد يكون اليوم الاستثنائي الوحيد الذي لم يحضر ألينا منذ فترة طويلة هو اليوم الذي لن يسقط فيه ولا قطرة دم بريء لاخ عراقي , أرقام ألقتلى والشهداء في بغداد وبقية المحافظات صارت مجرد أرقام تتغير في كل يوم ،لا قيمة للأرواح المزهوقه ، ولا أسف على حياة الأشخاص الذين وجدوا يوما ما ضمن عائلة وبين آباء وأمهات وأبناء , تآلفت للأسف سوداوية الأحداث في صلاح الدين والانباروالموصل ليتكون بهذا التآلف خطر الثالوث البرمودي الذي يبتلع مواطنيه بزوبعاته التي لا تكف عن الابتلاع بما إني عراقي ولدت بالصدفة في خضم حروب أهلية ونشأت سنوات طويلة في الأجواء ذاتها ثم لاحقاً لم أهاجر ولم اترك بلادي من تراكم مأساوية الأحداث فاني أصر يومياً على طرح سؤال على نفسي ، سؤال بغاية البساطة لكنه مكلف الإجابة وصعب التحقيق ، انه الاستفهام الذي لا يطرحه أبناء البلدان التي سافرت إليها , متى سأتنعم في وطني بحياة بسيطة انتقل فيها في الشوارع بأمان ,
منذ ( 12) عام ويزيد وانأ استيقظ حتى في غربتي ، فزعةً من كوابيس تلاحقني , ألا يحق لي بسؤال بسيط عن نعمة حياة آمنة , لا اسأل عن مال ولا قصورولا سيارة فخمة ولا رفاهية أو رحلات مكلفة ، اطلب فقط بان اعبر الطريق في بلادي من منزلي إلى عملي ومن عملي إلى منزلي من دون هاجس لغم أو انفجار أو كاتم صوت من حبيب يؤدي بحياتي أو حياة إي شخص آخر . آلا ترون كم أن هذا السؤال باهظ الكلفة في بلادي , فخور بعراقيتي حتى النخاع والصميم مع هذا لديّ الحق في التبرؤ من تصرفات ساسة العراق الجدد كثر وأحزاب , مضمونه ظني فجاء صادقاً ومعبراً عن رؤيتي المشابهة لأحداث بلادي , كأقدام بعضهم على خطف مواطنين أبرياء وقتلهم على الآسم أو الهوية الطائفية من اجل إن يبقى جالسا على كرسي الحكم , اخجل من كوني عراقينا وانأ أرى الشعب العراقي منقسماً إلى طرفين عنيدين لا يقبلان التنازل بينما القتلى يتهاوون كل يوم بالعشرات , اخجل من كوني عراقيا وانأ أرى التعصب الديني والسياسي والمذهبي والطائفي والحزبي والعشائري قائماً بآفاته بين العراقيين اخجل من كوني عراقي وانأ أرى بان العراقي تحول إلى دمية متحركة مسيرة ضمن عصابات متناحرة , اخجل من كوني عراقي عندما أرى العراقي بات متعصباً لسياساته وعشيرته ومذهبه وقوميته , أكثر من تعصبه لوطنه !
اخجل من كوني عراقي عندما يرضى العراقي بان يكون عبداً لشخص واحد وليس لقضية وطنية , اخجل من كوني عراقي عندما يتهم العراقي شقيقه العراقي بالخيانة والعمالة لمجرد أن له رأيا يخالفه , اخجل من كوني عراقي عندما يستخدم الأعلام العراقي للتحريض وليس لإيجاد الوحدة وأوجه التشابه بين مختلف العراقي , اخجل من كوني عراقي عندما اسمع التحوير لخطابات العراقيين من العراقيين أنفسهم , اخجل من كوني عراقي عندما ينسف العراقيون الحوار ويدعون الدعوة إلى التحاور , اخجل من كوني عراقي عندما يعاند العراقي ويكابر عن غير حق ويبقي الخاسر أولاً , اخجل من كوني عراقي عندما أرى زيف عراقيتك أيها السياسي الأرعن والمواطن المتعصب بل يكيل بك زملاء المهنة والأحبة والأصدقاء الأقارب والأعداء التهم الباطلة وقذفك بكلمات نابية يخجل منها الإنسان نفسه . اخجل من كوني عراقي عندما أرى سنيا يقتل شيعينا وشيعنا يقتل سنيا وكرديا يقتل عربيا وعربيا يقتل كرديا ومسلم يقتل مسيحي ومسيحي يقتل مسلم , اخجل من كوني صحفيا انتمي إلى نقابة الصحفيين العراقيين عندما أجدها تأخذ حقوق الكبار وتعطيها للصغار ولم تدافع عن أبنائها من الزملاء الرواد اخجل من كوني عراقي فقط إمام الجميع ولكنني دائماً قلتُ وسأعيد : كم هي قويه عراقيتي ..