17 نوفمبر، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

سؤال إلى مؤسسة التعليم

سؤال إلى مؤسسة التعليم

أتساءل هنا السؤال الأول إلى المؤسسة التعليمة التي في زمننا عرفنا عنها مؤسسة تربية وتعليم.. ماذا يفعل الطالب لكي يعاقبه المُعَلِّم بالتعنيف!
بكل صراحة ندرك أن التعليم يتجه للخراب لكن اليوم ينحدر التعليم إلى أسوأ حالاته وهذا الملف من أهم الملفات لأن الفساد والإنحدار في التعليم من دون شك هو فساد مجتمع وإنحدار جيل ولأن الجهل يؤدي إلى مأساة أكبر منه لذا ما يحدث اليوم هو إنعكاس في مرآة الجهل على الواقع التعليمي وقبله التربوي، فمصائبنا كثيرة لكن “المصيبة فعلاً” هي عندما نتطرق وننتقد في قضية التربية رغم أنها لاتحتاج سوى أن يكون الفرد منا أو المُعَلِّم واعي لديه رصيد معرفي وإنساني يدرك عظمة دوره وأهمية وظيفته في المجتمع فهو قدوة للطالب الذي يجلس في رحلته الخشبية في الصف ليأخذ درس معرفي من دروس مادة الأحياء أو الرياضيات وقبل كل ذلك درس التربية ذلك الدرس الإنساني الأهم والأكبر قيمة وهنا أقول: كيف نرجو من الطالب أن يكون مهذباً وخلوقاً ومعتدلاً وقدوته العكس؟ اليوم كثير من المدارس في بغداد والمحافظات العراقية تتعرض إلى حوادث مختلفة تخص (التعنيف) ولاأعلم كيف لمعَلِّم فاضل مثلما يقال أن يضرب طفلاً يصغره بعدَّة سنوات! ولماذا يمارس المعلم قسوته على الطالب؟ يبدو أن الفاضل صار غير فاضل لأن بشاعة ووحشية البعض التي يمارسونها على الطلاب في الصف المدرسي تعكس جهل وقسوة ومرض هؤلاء الذين يضربون بقسوة على وجه الطالب أو يشدُّوُن بشعر رأسه أو يوْقِعُون الأذى بجسده من كَثرة الضرب!!!، كل ذلك في كفة والألم النفسي في كفة أخرى وهذا مالايعلمه أو يجهله بعض المعلمين حين يعاقبون طالب صغير السن من دون أن تكون لديهم شفقة أو رحمة أو إنسانية من دون ذنب يستحق العقاب.. كل ذلك يحتاج إلى لجنات رقابية وتربوية تشرف على نشاط المدارس وكيفية عملها كما يتطلب الأمر تدخل من وزارة التربية والتعليم لينقذوا ماتَبقّى لو تَبقّى.. ولكي تكون الوزارة أسم على مسَمّْى يجب أن تبحث مع القضاء إصدار قرارات وقوانين تحمي الطالب من التعنيف وإنهاء التعنيف وذلك بمحاسبة كل من يُعنِف .
التربية عمل مقدس ومهم.. فدينياً المعلم مُصَلِّي صائم لأنه مسلم و ينحدر من دين محمد ودينه الحنيف لايرضى بمثل تلك المشاهد التي نشاهدها بأستمرار في صفحات مواقع التواصل الإجتماعي والتلفاز ويدور فيها الحوار من أجل معالجتها، أما إنسانياً فياليت أن يعلم المعلم أخلاقيات المهنة وأن الطالب مهما فعل فهو ليس مجرم لكي يعاقب بالعنف فالعنف أحقر من السجن، أما مجتمعياً وتربوياً لا ترضى أي أسرة بتعذيب طفلها أو أولادها لأن هذا الفعل ضد الدين والخلق والتربية والضمير ويجب إبعاد كل من يمارس ذلك عن التعليم لأنه يعتبر شخص غير سوي ويعاني من خلل في شخصيته أو نفسيته وذلك يعد خطراً على طلابنا ونفسياتهم وأجسادهم .
أمام شاشة التلفاز أمٌ تشاهد حلقة حول تعنيف أحد الطلاب قالت: نطالب بأنزال القصاص وفصل أي معلم من وظيفته وتحويل موضوع الطفل المُعَنَف في المدرسة الى قضية رأي عام لأننا لا ننجب اطفالنا ونربيهم ونتعب ونسهر ونصرف المال ونبذل جهودنا من أجل التعليم ليعودون الى منازلهم مُعَنَفين ومدمرين نفسياً وعقلياً وجسدياً .

أحدث المقالات