10 أبريل، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

سؤال: إذا كان المهدي موجودا فلماذا الدعاء (عجل الله فرجه)؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سبق ان تحدثت عن اسطورة الامام المهدي في الذاكرة الشيعية في كتابي (اغتيال العقل الشيعي)، وخصصت له ما يقارب المئة صفحة، وهو مبحث لم يتطرق اليه أحد من قبل، فقد ناقشت موضوع المهدي وفق القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وتحدثت مع المفكر الشيعي والكاتب القدير أحمد الكاتب عن إمكانية التعاون في مبحثي ومبحثه، رغم ان كلانا ناقش الموضوع من زاوية مختلفة عن الآخر، لكن وباء كوفيد عطل مشروعي مع الأستاذ أحمد الكاتب، ولم تسنح الفرصة للحديث معه مع الأسف، كان ذلك الاتصال الوحيد بيننا. وكان لدي عدة مشاريع للتعاون معه، لكني فقدت عنوانه البريدي.
المهدي هو اكثر شخصية في العالم قلقا وتناقضا منذ ولادته المزعومة ولغاية غيابه وظهوره، المزعومين والروايات كارثية في تعارضها، فالمهدي ليس مُخلِص العرب والمسلمين، بل هو مخلص المجوس، ذكر العلامة النوري الطبرسي” أنّ من ألقاب صاحب الزمان (خسرو مجوس)، وهو اللقب السابع والأربعون للإمام” (النجم الثاقب1/185(. ويعني بالفارسية (منقذ او مخلص المجوس)، وهذا ليس مجال بحثنا اليوم، حيث سنناقش مسألة ظهوره وحديثه مع البعض من الأدعياء، وان كان ذلك يتوافق مع اقوال الأئمة، وهي أقوال متعارضة بدورها.
لو رجعنا الى أهم مصادر الشيعة سنجد التالي:
الأئمة تخدع اتباعها عن الظهور
قال الكليني” علي بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن خالد قال: حدثني منذر بن محمد بن قابوس، عن منصور بن السندي، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت، يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الأرض، أرغبه منك فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، تكون له غيبة وحيرة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين! وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ستة سنيين”. (الكافي1/338). وهذا الكلام المنسوب لعلي أفك ما بعده أفك، فعلي (ع) أصدق من خاض في أمور العقيدة.
وفي رواية أخرى لرستم الطبري الشيعي “عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (ع) قال: لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى: الأولى أربعين يوما، والأخرى ستة أشهر، ونحو ذلك”. (دلائل الإمامة535).
ذكر المجلسي” قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: أتيت أمير المؤمنين (ع) خاليا فقلت: يا أمير المؤمنين متى القائم من ولدك؟ فتنفس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان، ويضيع حقوق الرحمان، ويتغنى بالقرآن فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والالتباس، أصحاب الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين (ع)”. (بحار الانوار52/257).
ذكر الكليني” علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب”. (الكافي1/368). وهناك روايات كثيرة نسبت لللائمة وهو براء منها، لأننها لا تتوافق مع العقل والمنطق. فكل الأحاديث أثبت الوقائع بطلانها من حيث زمن الظهور، ومازالت الأحاديث المفبركة مستمرة عن الظهور المزعوم.
هنا أمامنا احتمالين:
الأول: ان الأئمة غير معصومين، ولا يعلموا الغيب، وهذا يدمر اركان أساسية في عقيدة الشيعة.
قال الشيخ المفيد: الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم مِن بعدِهم معصومون في حال نبوتهم وإمامتهم من الكبائر والصغائر كلها”. (تصيح الاعتقاد/60). وذكر المجلسي” الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمداً وخطأً ونسياناً قبل النبوة والإمامة وبعدها، بل من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله سبحانه. و” ذلك من ضروريات مذهب الإمامية (“. (بحار المجلسي17/108). (نفس المصدر25/350). وقال الكليني” عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة، وعدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيدة وعبد الله ابن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (ع) يقول: إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النا، وأعلم ما كان وما يكون”. (الكافي1/261/باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وانه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم).
وهذه السفسطة تتعارض مع ما جاء في سورة الأعراف/188 في قوله تعالى للنبي محمد ((قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))
الثاني: ان هذه الأحاديث منسوبة كذبا الى الأئمة، وهذا يعني ان أهم مصادر الشيعة مثل الكليني والعاملي والطوسي والطبرسي تناولوا احاديثا كاذبة واعتمدوها كحقائق، وهذا أكثر مرارة من الأول لأنه يعني ان العقيدة بنيت على أكاذيب. ونحن بدورنا نبرأ أئمة الشيعة من هذه الأحاديث المدسوسة عليهم.
مظاهر الظهور
زعم الدجالون ان لظهور المهدي علامات من بينها:
قال الشيخ المفيد” عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وصار الليل والنهار واحدا، وذهبت الظلمة، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة، يولد له في كل سنة غلام، لا يولد له جارية، يكسوه الثوب فيطول عليه كلما طال، ويتلون عليه أي لون شاء”. (الإرشاد/363). (اثباة الهداة للعاملي7/145). (دلائل الامامة/454).
ذكر الحر العاملي” عن محمد بن فضيل، عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: إذا قام القائم، يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين، والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض الملائكة أن يحمله، فيحمله الملك حتى يأتي القائم، فيقضي حاجته، ثم يرده. ومن المؤمنين من يسير في السحاب، ومنهم من يطير مع الملائكة، ومنهم من يمشي مع الملائكة مشيا، ومنهم من يسبق الملائكة، ومنهم من تتحاكم الملائكة إليه، والمؤمنون أكرم على الله من الملائكة، ومنهم من يصيره القائم قاضيا بين مئة ألف من الملائكة”. (اثباة الهداة7/145). (دلائل الامامة/454).
طالما ان هذه المظاهر لم تحدث في الواقع، فمعنى هذا ان المهدي المزعوم لم يظهر بعد.
الأدهى منه ما جاء عن الامام الرضا، قال الكليني” عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد، عن ابن فضال، عن الريان بن الصلت قال: سمعت أبا الحسن الرضا (ع) يقول – وسئل عن القائم – فقال: لا يرى جسمه، ولا يسمى اسمه”. (الكافي1/333). وفي نفس المصدر: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر.”.
بمعنى لا يرى جسم المهدي، ولا يجوز ان يسمى اسمه أي المهدي. لكن لنقرأ الوقائع واترك الحكم لأهلي الشيعة.
المهدي موجود وغير متخفِ
أكد القيادي في حزب الدعوة حيدر اللامي في 7/6/2023 عدم حسم ملف دخول قوى الإطار التنسيقي في انتخابات مجالس المحافظات بقائمة واحدة او كتل متفرقة، مضيفا ” ان الإطار التنسيقي ينتظر نتائج اجتماع الإمام المهدي مع خامنئي للبت في دخول الإطار بقائمة واحدة أو متفرقة في انتخابات مجالس المحافظات، وإنه في حال دخول الإطار بالانتخابات على شكل كتل متفرقة فسيتم الاتحاد بعد إجراء الانتخابات وهذا ما نتوقعه من اجتماع الإمام المهدي مع خامنئي في طهران”.
حسنا، طالما ان المهدي يحضر الاجتماعات، فهذا يعني انه موجود وليس مختفي، فلماذا يدعوا عوام الشيعة (اللهم عجل فرجه)؟ هل يمكن ان يفتينا الميت الحي المرجع السيستاني ويبين رأيه في الموضوع، أم انه ما يزال مصرا على قاعدة صمت القبور؟
وكشف مصدر صدري في 24/6/2023 « إن الإمام المهدي الذي اجتمع يوم أمس مع خامنئي في طهران انتقل صباح اليوم السبت ليجتمع مع مقتدى الصدر ولم يمنحه الموافقة على إشراك تياره في انتخابات مجالس المحافظات، واشار المصدر الى ان “أربع الى خمس قوى سياسية مهمة تدفع حاليا لتأجيل الانتخابات لإفساح المجال من اجل مشاركة التيار الصدري في الاستحقاقات القادم”.
وصرح الإرهابي (سعد التوبي) القائد في ميليشيا (جند الامام) بتأريخ2/7/2023 ” ان السلطتين التشريعية والتنفيذية تعمل عبر سلسلة إجراءات لصنع جو تفاوضي مع تركيا بشأن المياه، ولكن لن نسمح بمفاتحة إيران حول قطعها المياه عن العراق لعدم حصول موافقة الإمام المهدي عن ذلك خلال اجتماع الإمام مع وزير العمل ومسؤول الحزب احمد الاسدي”.
من جهة أخرى صرح محمد كاظم آل صادق سفير ايران في العراق بتأريخ 11/7/2023 ” ان الإمام المهدي خلال اجتماعه مساء أمس مع خامنئي شكر الحكومة العراقية الإطارية على موقفها الثابت مع إيران رغم قطعها المياه والكهرباء عن العراق وتحمل الحر والعطش والجفاف وهذا دليل الايمان”.
سؤال للنواب الشيعة الذين رقصوا في سيرك البرلمان بمناسبة ولادة المهدي: غالبا ما تسمع هذه الأسطوانة المهدوية المشروخة منذ أكثر من ألف عام (اللهم عجل فرجه) والأمر لا يقتصر على عوام الشيعة، بل ان مجلس النواب العراقي الجديد كرر هذه الأسطوانة تحت قبة البرلمان في أول جلساته ورقصوا على أنغام روك المهدي. ولكن في 18/6/2022 صرح (رحيم العبودي) القيادي في تيار الحكمة الذي يتزعمه الذيل الايراني (عمار الحكيم) في حديث صحفي بالتالي” ان الامام المهدي اجتمع مع خامنئي والحكيم مساء أمس الجمعة وقرروا تشكيل الحكومة المقبلة من قبل الاطار لأنه الممثل الشرعي لشيعة العراق، ولهذا السبب اخذ على عاتقة الحراك من اجل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بالإضافة إلى أنه فتح باب الحوار مع كل القوى السياسية”.
كما قال النائب عن عصائب أهل الحق الذيل (علي تركي) بأن الخامنئي التقى مع المهدي، وان المهدي قال له: أجل موضوع تحرير القدس لحين ظهوري. ونسى النائب الحمار ان هذا يعني ان المهدي ظهر!!! ولا جاع لعجل ظهوره.
علما ان هذه الاجتماعات مع الإمام المهدي المزعوم سبق ان تحدث عنها الخامنئي وآية الله جنتي والرئيس الأسبق أحمدي نجاد.
لا تعليق! وانما اترك السؤال عن الظهور من عدمه لذوي الألباب من أهلي الشيعة، عسى أن أجد عندهم الجواب، فنبعد عنا الشك والارتياب، ونعرف الحقيقة وتتوضح الأسباب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب