23 ديسمبر، 2024 1:32 م

سؤال أكبر من سعة أفق المالكي !

سؤال أكبر من سعة أفق المالكي !

لا يختلف اثنان ان تصاعد حدة الأزمة السياسية في العراق وتمددها المقلق والذي شمل كل الملفات السياسية والسيادية والأمنية والأقتصادية والأجتماعية للبلاد ، هي أخطاء جسيمة وجهل متأصل ( مقصود ) وغير مقصود تشترك فيها كل كتل الطيف السياسي العراقي الموجود على الساحة وبعض دول الأقليم حتما ، على أن المالكي ومن خلفه ( بعض ) صقور دولة القانون ممن لا تتجاوز خبرتهم السياسية الشهادة التي يحملونها ان كانت شهادة ممارسة المهن الطبية على سبيل المثال أو على الأكثر شهادة الأعدادية ، اولائك يتحملون الوزر الأكبر والأثم الأعظم من تلك الأخطاء أو سياسات نبذ الآخر واقصائه والأستفراد بالغنيمة الكبرى وذلك الكرسي الذي لو كان دام لغيره لم يكن قد وصله بعد أن جعلوا العراق ضيعة عائلية لهم ولجلاسهم كما فعلها سابقوهم والذي كان من الأجدر أن تكون قصصهم محل اتعاض وتبصـّر وتدبـّر لمن أتى بعدهم .
 
الآن ، وبعد بدايات النهاية التي تلوح في الأفق فيما يحصل في سوريا الجارة وتوقع ( التغيير ) خلال أيام أو أسابيع أو شهور ، والذي سينعكس حتما على قوى اقليمية قريبة آيديولوجيا من أبو اسراء ويضعهم في خانة اليك … كحزب الله مثلا ، الذي سينشغل حتما بمصيبته الجديدة ، ومن ثم تليها تصاعد المواجهة السياسية بين الغرب واسرائيل من جهة وبين ايران من جهة أخرى وترشحها الى أن تتحول الى مواجهة عسكرية خلال دقائق ، والذي سيستغل حتما من ( تحالف ) متوقع من قوى راديكالية اسلامية ( داخلية ) مسلحة ، من تلك التي وقفت بالضد من العملية السياسية ، أمثال دولة العراق الأسلامية وأنصار السنة وغيرهم وتحالفهم كما ذكرنا المتوقع مع قيادات وأتباع حزب البعث المتربصين بالعملية السياسية العرجاء ، واحتمال دعم هذا التحالف ( المؤكد ) من معظم دول الجوار التي لم يستطع المالكي أن يقيم معها علاقات متوازنة ( نظيفة ) ضمن المصالح المتبادلة أمثال تركيا والسعودية والأردن وسوريا ( الجديدة ) والكويت ، وبعد أن تتأكد تلك الدول أن ايران أصبحت خارج المعادلة بسبب حربها الجديدة … حين ذاك سيكون الندم غير مجد لأصلاح ما زرعه الظلم الذي مارسه حاكم العراق الجديد على شركائه من الكتل السياسية الأخرى ومكونات العراق الأصيلة من اللون الآخر المعاكس للون طيف دولة القانون … وسيكون من الصعوبة بمكان أن يجد أبا اسراء نصيرا له ضمن تلك المعادلة السياسية الجديدة والحرب الداخلية المتوقعة الجديدة والتي ترشح كل التحليلات إلا انها ستعيد العراق الى ما قبل عام 2003 … فهل للمالكي أن يحسبها بتأني وفق المتغيرات المتسارعة التي تحصل في المنطقة ووفق مبدأ عدم استبعاد أي احتمال ويسارع لأنهاء هذه الأزمة السياسية المدمرة ويحصن الجبهة الداخلية وأخراج أحلام الأستفراد والأستقواء بالغير على شركائه من رأسه … أم أن سعة أفق أبا اسراء ارتبطت بقوة بدرجة كفاءة صقوره الجهلة الذين لم  يزل يراهن على طروحاتهم العقيمة .