19 ديسمبر، 2024 5:02 ص

سؤالٌ خبيث! سؤالٌ خبيث!

سؤالٌ خبيث! سؤالٌ خبيث!

نسمع بعض الأحيان سؤالاً، يودُ صاحبهُ إيصال معلومة للمقابل، بل وتلقينهِ الإجابة التي هي أصل ما يود الوصول إليهِ في تحقيق مآربه، من خلال إستنتاجهِ الساذج لقراءة الأحداث، فيكون السؤال متضمناً للأجابة الخبيثة، التي نتجت عن سؤالٍ خبيث.

سؤال أو تساؤل طرحهُ السُذج، لقنهم إياه خبيث العصر وأعوانه، جاء فيه:

أين كانت المرجعية الدينية منذُ إثني عشر عاماً من ملفات الفساد وسوء إدارة الدولة؟

لماذا لم تتحدث وتحرج المسؤولين من قبل؟

بهذا السؤال أراد خبيث العصر وأعوانه، إيصال إتهامه للمرجعية الدينية إلى المتلقي الساذج، وبالفعل إتهم السُذج المرجعية الدينية وفق هذا السؤال بأمرين:

الأول: أن المرجعية هي من أوصل الفاسدين إلى الحكم، وهي من تستر عليهم طوال تلك السنين.

الثاني: إن الجماهير خرجت تلقائياً، وأن لا شأن لكلام المرجعية في خروجهم، بالمقابل فإن المرجعية تريد أن تبين أنها الممثل الرسمي للجماهير والشعب، لتتم ما بدأتهُ من التستر على الفاسدين!

هذا ما سمعتهُ من السذج وسطحيي التفكير، والآن أُريد أن أُناقشهم لعلهم يرجعون، فقد كانت المرجعية الرشيدة على طول الخط تطلب إنتخاب النزيهين والكفؤيين، ولما رأت تكرار الوجوه في كل الدورات الإنتخابية، طالبت وبكل قوة وصرامة بالتغيير، وكتبتُ في ذلك مقالاً “سياسة التغيير” لمن شاء فليقرأ.

عندما كادت العملية السياسية أن تؤدي بنا إلى الهلاك على يد “داعش” بالتعاون مع “خبيث العصر”، قامت المرجعية بإصدار فتواها التي قلبت الموازين، ولولا هذه الفتوى لما كان لكم أيها السُذج الحمير(ممن يتكلم على المرجعية بسوء)، أن تتظاهروا اليوم في ساحة التحرير، بل لكانت ساحة التحرير ساحةً لنحركم وذبحكم على أيدي “داعش”، وما شباب “قاعدة سبايكر” ومجزرتهم عنكم ببعيد!

وبصورةٍ أُخرى، ماذا لو قلبنا السؤال، وقلنا: أين كانت الجماهير منذُ إثني عشر عاماً؟

لماذا لم تخرج الجماهير كما خرجت اليوم؟

لقد تم إعادة إنتخاب الفاسدين، مرةً تلو أُخرى، من قِبل الشعب وليس المرجعية، وعندما جزعت المرجعية من سذاجتكم، وقلة تدبركم، طالبت وبكل صراحة بالتغيير، وذكرت الأسماء خلافاً لما تتبنى بعدم التدخل المباشر، ولكن رأت أن التدخل وإنقاذ الشعب هو الأهم، فافهموا ذلك!

بقي شئ…

لا غرابة من تصرفات هؤلاء السُذج فهم ورثة “إبن الأشعث” و”موسى الأشعري” وأتباعهم، وكما فعل هؤلاء بصفين وسقطوا بحيل “إبن العاص”، يفعل أحفادهم اليوم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات