هذه النظرة الثاقبة والحكيمة تنطبق على واقعنا جملة وتفصيلا؛فما يسمى بثورات الربيع العربي تحولت الى ثورات تدمير وتخريب للبنيات ألأساسية للمجتمع العربي وتقويض مؤسساته التربوية وألأقتصادية وألحضارية وتحول الناس ألى عقليات ألعصور ألمظلمة يقتل بعضهم البعض ألأخر وأصبحوا أدوات طيعة بيد رجال الدين وتجار السياسة وألطفيلين وألمرتزقة؛ولتوضيح ألصورة أكثر دعونا نعود قليلا الى ألوراء لنستعرض بعض ألمصطلحات وألأفكار ألتي جاء بها من سبقنا من ألأمم والشعوب:1- مصطلح الديمقراطية ألذي وضعه فلاسفة ألأغريق لتأكيد نظام ألحكم وألذي يعني {حكم ألشعب }وألأتوقراطية الذي يعني حكم الفرد؛والبيراقراطية –حكم المكاتب ؛يبدوا أن ألمفهوم ألأخير؛ قد أبدع به العرب وباشروا بتنفيذ هذا النمط من ألحكم؛لكن مراسل جريدة ألأندبندت {باتريك كوين}جائنا بمصطلح جديد ؛بعد زيارته للعراق هو{كليبتوكراسي}ويعني حكم الحرامية ؛مشتق من ألأغريقية {كليبتوس}وتعني حرامي عند اليوانانين؛وقد وصف ألمراسل ألأنكليزي هذا ألنوع من ألحكم بأنه يتضمن أختلاس أموال ألدولة وألأرتشاء من جيوب ألرعية ثم دفع خمس ألمبلغ لبعض ألملالي ألذين يعتبرون أنفسهم حماة ألدين وقواعده؛وبالتالي يستحقون ألخمس وطالموا يستلمون ألخمس يحللون للحرامي ويتعهدون له بالجنة؛فيحتفظ بالأربعة أخماس ألباقية يعيش عليها منعما في سويسرا أو ألرافيرا أوباريس ؛وهذا لايقتصر على رجال ألدين الشيعة ؛بل رجال ألدين السنة أيضا ؛فهم يشجعون مريديهم على ألتبرع للأعمال ألجهادية في كافة أنحاء ألعالم ؛وبعد أن يقتطعوا نسبهم من ألتبرعات يسلمون ألباقي ألى ألجماعات ألأرهابية لشراء ألأسلحة لقتل ألأبرياء ويبشرونهم بالجنة والحور العين وأنهار ألعسل وألشراب لذة للشاربين حلالا تلالا!! ومن شابه أباه ماكفر فقد كان ألقساوسة ألمسيحيون يبيعون صكوك ألغفران ليحصل من يدفع لهم ؛على قطع سكنية في ألجنة ؛ويستخدمونها في ملذاتهم ألشخصية أما ألحاخامات فيجمعون ألمليارات لدعم عصابات ألهجانا وألأرغون ألأرهابية في أستعادة أرض ألميعاد على حساب شعب أعزل ويطلبون ألمزيد ؛للبحث عن هيكل سليمان ألمزعوم ويعتبرون أهل ألأمم ألأخرى منحرفين عن ألدين وشرعة ألسماء؟!
2-يعتقد ألكاتب ألفاضل خالد القشطيني في مقالته في الشرق ألأوسط ؛أن مصطلح ألكليتوقراطية ؛تطور من مصطلح ألملاقراطية ألذي أسسه الملالي في أيران ؛ وأنها ترتبط بنظام أخر هو {ألأميوقراطية}؛وهو تشويه للديمقراطية يعتمد على أصوات ألأميين ألجهلاء الذين ينتخبون نوابا يزيدونهم جهالة على جهالة.
طور ألعرب بعد حصولهم على ألأستقلال نظام { الغوغاقراطية} ومن تطبيقاته ألغوغاقراطية ؛حكم ألغوغاء ؛وهذا ماحصل من وصول ألأحزاب ألقومية والعسكر في ألبلاد العربية ؛وأسست لحكم ألغوغاء ألذي أوصلنا الى مانحن علية من تدهور على كافة ألمستويات . يستطيع رجال ألدين وحسب مفهوم ألغوغا قراطية ؛أن يخرجوا ألناس بمسيرات مليونية في زيارة ألأضرحة ويغروهم؛ أن هذه ألزيارات تكفر سيئاتهم وتدخلهم الجنة ومن يموت في أثناء هذه ألزيارات فهو شهيد؛ وأن من يضرب رأسه بالسيف ويمشي على النار مواساة لآل ألبيت ؛ومن يموت منهم تستقبله حواري ألجنة ؛بينما أستطاع رجال ألدين ألسنة أخراج ألغوغاء ألى ألشوارع في أعتصامات وتجمعات للدفاع عن ألشريعة وألسنة وأفتوا بشهادة من يقتل في هذه ألأعتصامات لأنها تدافع عن حياض ألأسلام ؛وكانت نتائجها قتل عباد الله في بيوت الله بدم بارد وشعارهم{ من كان مؤمنا عجلنا لهم بالجنة ومن كان كافرا عجلنا له بالنار} حيث نصبوا أنفسهم وكلاء عن ألله وألناطقين بأسمه جل وعلا ؛ولم نسمع من رجال ألدين من الفريقين أن دعوا ألى ألعمل في بناء ألأوطان وألأصلاح بين ألناس؛ ووقف أنهار ألدم التي تجري في أكثر من بلد عربي وأسلامي وصدق ألأمام علي عندما قال عن ألغوغاء{بأنهم قوم أذا أجتمعوا ضروا وأذا أفترقوا نفعوا.