سألني بعض أصدقائي استعرض لنا مؤلفاتك

سألني بعض أصدقائي استعرض لنا مؤلفاتك

فقلتُ له :
مؤلفاتي كتبت بقلمٍ لا يكتب بالحبر فحسب، بل يكتب بالوعي، ويحرر بالعقل، ويضيء بالروح.
إنها كتبٌ ليست مجرد مؤلفات، بل محاريب لغوية، ومفاتيح لفهم الذات والكون، تحمل عناوين تنبض بالحياة، وتدعونا إلى رحلة في أعماق العربية، حيث الجمال والدقة، والدهشة.
لم يكن “الإنسان وإعرابه”
مجرد فاعل أو مفعول، بل هو معنى يتجلى، وموقع يتحدد، وروح تُعرب لا تُعرّب.
بعيداً عن “ومن الحبِ ماقتل”، الذي يصرخ في وجه الجمود، ويطالب
بنحوٍ يُحيي، لا يُميت.
بغض النظر عن “فاهم في كتاب القواعد”، الذي هو وعدٌ بأن الفهم ممكن، وأن القواعد ليست طلاسم، بل مفاتيح، وأن من أراد أن يكتب، عليه أولاً أن يفهم، ومن أراد أن يعبّر، عليه أن يُتقن.
ولا “الأخطاء اللغوية الشائعة في وسائل الإعلام” وهو كتابٌ يفضح الزلل، لا ليشمت، بل ليصلح، ويكشف الخلل، لا ليهدم، بل ليبني.
ثم ليلتقي مع “المصحح اللغوي في المجال التربوي”،
الذي يعلّمنا أن التصحيح ليس تقويماً فحسب، بل هو تربية للذوق، وتوجيهٌ نحو الجمال، وتأسيسٌ للصدق في التعبير. ليشرق “المصباح في النحو والإيضاح” ويكشف عن أسرار التراكيب، كما يكشف المصباح عن ملامح الطريق، ليلتقي في “مهارات لغوية” ليجعل من اللغة أداةً للفهم، وسلاحاً للتعبير، وجسراً للتواصل الإنساني الراقي، وهنا ظهرت لنا مجموعة السؤال والجواب في عالمٍ تتنازع فيه الأصوات وتضيع فيه المعاني، ينهض الكاتب الحقيقي ليكون حارساً للبيان، وسادنًا لمحراب اللغة.
إن مؤلفاتي ليست كتباً تعليمية فحسب، بل هي حوارات بين القارئ واللغة، بين السؤال والجواب، بين الحيرة واليقين، فيها يتجلى النحو كفنٍ للتركيب، والصرف للتحول والتغيير، والإملاء للرؤية والتصحيح ، وكلها تنطق بلغةٍ لا تُملّ، وتُفهم لا تُحفظ، وتُعاش لا تُلقّن.
هذه مؤلفاتي ليست أوراقاً في رفوف، بل هي أرواحٌ في سطور، ومرايا تعكس وجه اللغة، ووجه الإنسان.
هي دعوةٌ إلى أن نكون فاهمين، لا حافظين، مبدعين، لا مقلدين، وأن نُعرب أنفسنا قبل أن نُعرب الجمل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات