كلنا يتذكر(المراقب في الصفوف الإبتدائية، بالرغم من كونه مزعجاً بين الطلاب، لكنه وجوده كان ضروري)، كنا نحس بوجود سلطة عليا وقوية بيننا، لذلك نحسب لخطواتنا حسابات دقيقة، حتى كنا نتمنى مرض “المراقب” ليغيب عن الدوام، الشيء الجميل الذي كان بالمراقب، أنه لا يداهن ولا يراهن، وليس لديه محسوبية ومنسوبية بتعامله، جُل ما كان يطمح أليه، إيصال المتهم بالشغب، إلى إدارة المدرسة، حتى لو كان من خواصه، فما أحوجنا الى المراقب اليوم في الدولة؟
“سرطان المحاصصة” داء يفتك بجسد الحكومة، وجعل كل شيء تابع للدولة يتحول الى تسلط، إبتداء من الموظف الصغير في مراكز الدوائر الحكومية، الى رأس الهرم ورئاسة الجمهورية، حتى الرقابة تحولت الى تسلط! ولا تعرف دورها الرقابي كيف يكون؟! وبدلاً من أن يمارس المراقب دوره بتشخيص المفسد، راح يعتاش على وجوده.!
كلنا يعرف دور أعضاء مجالس المحافظات دور رقابي، فلماذ يتغاضى المراقب؟ عن عدم تبليط شارع أو مد شبكة ماء أو كهرباء, ضمن مشروع مُعَد بكشوفات وأموال مصروفة! وينتظر قرب حلول الإنتخابات، ليظهر بالصورة أمام آلات العمل، ويصبح هو المصلح الوحيد أمام الأنظار، لو كان مصلحاً بحق لمارس دوره الرقابي وشخص المسؤول عن تلكؤ الأعمال، عندها لا يحتاج للظهور أمام الآليات، والحرارة تصهر رأسه.وجود المراقب يخلق جو الإصلاح، ويجب أن تحسب كل خطوة بواقعها وعواقبها؟ أحد المراقبين في أيام الإبتدائية، حذر زميله من العبث بمقتنيات المدرسة، تأزم الوضع بينهما، المراقب بالخطأ كسر زجاج أحد النوافذ، أراد المعلم وإدارة المدرسة معاقبة المراقب وزميله لكسرهما الزجاج، فقال “المراقب” أنا أصلحت الزجاج بكسرها! تعجبت الإدارة من كلامه، قال إفرضوا أنكم عاقبتموني، بعدها سيخاف التلاميذ من أخذ دور المراقب! خوفاً من نفس المصير، وثانياً كسر تلك الزجاجة، جعل باقي زجاج المدرسة بأمان! خوف إعادة المشكلة.الشاهد قبل أن يشخص البرلماني المفسد ليعاقب، لابد من تغليب المصلحة العامة، بإستطاعتنا تشخيص الوزير المفسد وتحجيمه، ولكننا ليس على إستعداد على مواجهة تحالف جديدة للمكونات على حساب تقاطعات وإقالة وزير تهدم العملية السياسية برمتها “البرلماني” فعلها لضغينة، أو لقرب موعد الإنتخابات، لكن على المصوتين أن ينتبهوا لذلك قبل قرار التصويت.الكفيل بحل الأزمة العراقية، أتمنى لو تبقى معي دقيقة واحدة لأوضحه بالنقاط التالية:-
• نحتاج “المراقب” الناصح الذي لا يداهن ولا يقوض دوره الرقابي على دعاية إنتخابية.
• نحتاج الذي يحسب لكل خطوة (ايجابياتها وسلبياتها) على المدى القريب والبعيد.
• نحتاج شعب واعي يميز المراقب المؤسساتي من المراقب الانتخابي ويسند فيهم الأصلح.