22 نوفمبر، 2024 11:56 م
Search
Close this search box.

سأتوقف عن الكتابة

تراجعت عن مقال لي مبصوقا عليه من ناقد أصاب بنقده  مشخصا فيه تكرارا مملا ، أبدعت فيه سابقا بمقال منشور ، الناقد ذاته أصاب بتشخيص مواطن القوة في المقال الاول وأصاب في نقده للمقال الثاني ، وأصبت في مقالي الاول نجاحا وأصبت في مقالي الثاني إخفاقا  ، منزلقا الى لحن احدث تطريبا ونشوة وفي عرضه الثاني اصاب مللا وضجرا وروغانا عنه وقدحا ، تأملت نقد الناقد وحققت نقده بتنزيهه من التسقيط والتجريح ، روى لي احدهم نكتة تستل القهقهة من فم محزون ، وقرأت نفس النكتة في مدونة الكترونية على النيت ، لم تتمكن النكتة في قرأتها الثانية أن تفك عضلة من عضلات وجهي المترهلة  هما وغما لحال نحن فيه ملازما لنا منذ عقود ، ناطحت النكتة المقروءة  مرتين مع المقال المنشور بشكلين ومضمون واحد ووجدت انني كالشاعر الذي قال بيتا من الشعر صدره  يطابق عجزه تماما بتغيير الكلمات
كأننا والماء من حولنا       قوم قعود حولهم ماء
دلني الناقد  بنقده الصارم الى تنضيد اعمالي وتنويع اهتماماتي والرافة بالقارىء المثقل بالهموم الملتصقة به وبنا  التصاقا ….سأضمن خارطة  طريق كتاباتي نصائح الناقد الثمينة وأتخلى عن وهمي بقدرتي على النفاذ الى فكر القارىء ، وقراري،
إذا كتبت مقالا عن برلمان العراق  ، في هذه الحالة سأتوقف عن كتابة مقال أخر لمدة إسبوع كامل ريثما تستقر ضغوط دم القراْء الكرام  نتيجة إطلاعهم على مأثر مقلوبة ونزاهة مزيفة وحضور صفري  وأمانة بخدمة الذات وتقديس النرجسية والمهارة في إختلاس الفرص والتخطيط للهرب بعد الكيل والاكتيال من كل أنواع النفائس  مانعرفها ومالا يعرفها أخونا الجان وإذا أردت كتابة مقال عن الامن والامان والمخاطر التي يتعرض لها العراقي في يومه من مشرق شمسه حتى غيابها ، فسوف يصاب القارىء بالفوبيا من التنقل والخروج الى العمل او المشي في الشارع بقصد تفكيك عضلات جسمه المكدسة فوق بعضها نتيجة البطالة والترهل نتيجة إهمال القدمين ، وسيكون بحاجة لشهر كامل حتى يصاب بالملل ويؤثر الخطر على الحبس البيتي ، وإذا اردت كتابة مقال عن نهب الاموال من عهد بريمر مرورا بكل سابق ولاحق ،  سوف يصيب الجنون كاتب المقال وينجوا القراء هذه المرة مني ومن مقالي وكأن ماكان لم يكن وينجوا الجميع من التصديع والشقيقة  والبعض من الهذيات نتيجة تقاطر المصائب وتكدس الألام  ، ولمصلحة القارىء ومصلحتي قررت التوقف عن الكتابة حتى يتحصن القراء بإجراء لقاح ضد أمراض العراق  الفاشية والمتفشية  ، وحتى ياتي يومنا الموعود ، اوصيت أولادي أن يتموا مقالي ويرحموا قرائي  ، والى لقاء في مقال يزيح هما ويصف سموا ويلعن حيتانا أفرغت فراتينا من أسماكه وجففت ضروع حوالب أنعامه وبلت وجنات الناس دمعا واثقلتهم  كمدا  وهما .

 

أحدث المقالات