18 ديسمبر، 2024 6:15 م

زُمّارْ إبحَارٌ ضِدَّ التيَّار

زُمّارْ إبحَارٌ ضِدَّ التيَّار

حُقَّ للعيون أن تذرف دمع فرحها بعد أن آتى زرعنا أوان جني ثماره ؛ فهل من شهادة أكبر وأعظم من الحروف الطاهرة الصادقة المحبة التي جادت بها قريحة الأستاذة الكاتبة والأديبة سهير خالد ” أم أحمد” إبنةُ بغداد التي يليق بها أن تتبغدد علينا بهاءا وسناءا فهي إبنة كل شبر من أرض العراق ؛ أقولها وأنا أعي ما أقول وأعني ما أكتب فقد كانت حروفها في زمن الفتنة الطائفية ؛ إشراقة الأمل والنور الذي يبدد دياجير العتمة في زمن إختلط فيه الحابل بالنابل وعمّت البلوى وعظمت الرزية ؛ كنت أكتئب وأحبط من وطأة وهول ما أقرأ من تراشق على صفحات التواصل الإجتماعي بكل مسمياته حتى وقعت نواظري على مقالة جريئة كانت بمثابة صفعة تعيد إلينا رشدنا وصعقة تفيقنا من موت القيم فينا لأدرك أن العراق بخير ولا يخشى عليه ..
لذا صرت مدمنا لقراءة حروفها فهي الموئل الذي أنهل منه العزم والتفاؤل فكان وقع كلماتها كفأس سيدنا إبراهيم وهو يحطم الأصنام ؛ ودوي صوتها كصرخة مؤمن أصحاب القرية لتتحول سهير الأميرة البغدادية إلى ظاهرة سامية تجعل أصحابَ الضمائر الحيّة والأقلام غير المأجورة أن تجعل من العراق هو الغاية الأسمى والحصن الآمن والخيمة الكبيرة …. لن أطيل فلن أنصفها حقها .
كان القرار أن تكون لي وقفةٌ بصدد كتابي الموسوعة بأجزائه الأربعة (زمار إبحار ضد التيار) بعد أن إستُلّتْ أجزاءٌ كبيرة من كتابي وطبعت بأكثر من كتاب وبعناوين ” ليالي زمارية ” و ” تعلولة أو تعاليل زمارية ”   ونُسِبَت لأسماء كنت أظنهم أصدقاء جمعتنا رحلات الدراسة  والولاء لديارنا لكن أسفاً خاب ظني بعد أن تمت سرقة جهدي وهذه ملكية فكرية يسبر غورها الكُتّابُ والأدباء والشعراء ؛ إلتزمت الصمت لأني كنت بين نارين ؛ خشيتي من أثارة الأمر ستكون بمثابة هدماً لعنوان كبير هو الصداقة وردماً لإيقونة إسمها الوفاء ؛ لذا آثرت أن أكتم غيضي وأحبس حسرتي وأبكي بصمتٍ حسرتي وأندب بزاوية مظلمة حظي …

حتى جاءت حروف الأستاذة أم أحمد التي أغنتني عن إتخاذ أي موقف ففي ثنايا كلماتها العطرة ما يشفي الغليل ويجبر كسر قلبي ؛ فشكرا لك ألف ألف ألف شكر
والآن للتأريخ أتشرف بإعادة نشر ما كتبته الأستاذة الفاضلة وهي تعاتب على سرقة هذا الجهد الذي إستنزفني مشاعر لا يدرك كنهها الإ العاشق المتيم فضلا عن زمنٍ يزيد على الأعوام الثلاثة عانيتُ فيها ما عانيت ؛ فكتب تقول  :

أعتقد أن من أوفى حق زمار بكل تفاصيلها صغيرة كانت أم كبيرة هو الاخ الفاضل الكريم زياد محمد السبعاوي صاحب صفحة السموءل العراقي على السوشل  ميديا .. برائعته زمار إبحار ضد التيار ….
قرأت فيها نشأتها .. تعرفت على كل ملامحها .. رأيت بيوت الطين ..لمست الطيبة التي غادرتنا .. سمعت فيها ضحكات الأطفال ..وقفت فيها شاهداً على معالمها …تعرفت فيها على أشخاص لم التقِ فيهم ..قرأت فيها ظلم وعدل الإنسان .. وقفت أمام محمد الحمود .. الجدة الأرمنية شنوف ..وذلك الطفل الأرمني بوغوس كربته الذي فقد أمه في طفولته إبان الصراع بين المسلمين والأرمن  ..ليضحى هذا الطفل الذي أضحى إسمه ” علي ” من أعيان زمار ….
دجلة الذي كنت أراه يمر عبر بيتنا في الأعظمية رأيته يتدفق هادراً عبر زمار وقصص كثيرة كانت أشبه بحكايا شهرزاد لشهريار أبدع فيها الاخ زياد أبو محمد …فلماذا نبخس ذلك الجهد الكبير ..

ما كنت في يوم ما أعرف ما زمار واين تقع لولا الاخ زياد محمد حمود الحسيني  ..

اقولها لكم لا تبخسوا حقه .. مثلما فعل البعض من خلال التجاهل أو سرقه ما كتبه  لينسبه إليه ..

فبين فترة وأخرى يطالعني منشور عن زمار ونشأتها لأجد كل ماكتب هو منقول من رائعة الأخ زياد السبعاوي زمار ابحارٌ ضد التيار .. لا ضير من النشر ولكن الأمانة الأدبية أن نذيل أي إقتباس بعبارة (منقول )
قد يغضب البعض مني ولكن اقولها وحده زياد من كتب حكاية عشق إسمها زمار .. عشنا تفاصيلها تارة بدمعه وتارة بضحكة ” إنتهت رسالة سهير ”
وانتهى بذلك مقالنا…
حفظ الله سهير وزمار وأهلنا فيها حفظ الله العراق من أقصاه إلى أدناه …